تورنتو عمان بغداد ستوكهولم (وكالات): وجه الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون انتقادا لاذعا لخليفته في البيت الأبيض الرئيس جورج بوش متهما إياه ب»تضخيم» التهديد الذي كان يمثله الرئيس العراقي صدام حسين الذي قال إنه لم يكن يمثل سوى تهديد من «الدرجة الخامسة» لأمريكا.. وبالتوازي مع ذلك ذكرت تقارير صحفية أن صدام بعث بالرسالة الخامسة إلى عائلته عبر الصليب الأحمر الذي زاره مؤخرا في المعتقل الذي يتواجد به بالعراق. وقال كلينتون الذي يقوم حاليا بزيارة إلى كندا من أجل الترويج لكتابه الأخير «حياتي» إن الحرب على العراق أفقدت الحرب على تنظيم «القاعدة» «موارد حيوية». وآخذ كلينتون على خليفته في البيت الأبيض الرئيس جورج بوش من دون أن يسميه، عدم تخصيصه ما يكفي من الجنود والأموال لإلقاء القبض على زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن وتدمير مخابئ «القاعدة» و»طالبان» على طول الحدود الباكستانية الأفغانية. كلينتون وصدام وتساءل كلينتون في هذا السياق قائلا لماذا كلفنا الباكستانيين بالتصدي لمن يمثل التهديد الأقوى لأمن الولاياتالمتحدة والاكتفاء بدور أمريكي مساعد لهم في حين وضعنا كل مواردنا العسكرية في العراق الذي لم يكن يمثل في أسوإ الحالات سوى تهديد من الدرجة الخامسة. واعتبر كلينتون في مقابلة مع محطة التلفزيون الكندية (سي.بي.سي) أن الرئيس جورج بوش أضعف «الحرب على الارهاب» من خلال تركيزه على الإطاحة بصدام الذي لم يكن يمثل حسب رأيه سواء تهديدا من الدرجة الخامسة. وأوضح الرئيس الأمريكي السابق أنه كان يتوجب على بوش بدلا من محاربة نظام صدام حسين التركيز في المقابل على تهديدات أخرى أكثر أهمية بالنسبة إلى الولاياتالمتحدة مثل الصراع في الشرق الأوسط. وقال كلينتون أيضا أنه لو كان رئيسا للبلاد في الأشهر القليلة التي سبقت الحرب على العراق لكان قد صدّق المفتش السابق للأمم المتحدة هانس بليكس لو أكد له أن صدام لا يملك أسلحة دمار شامل رغم المعلومات الأمريكية التي كانت تقول العكس. وتابع قائلا: إن المسألة ليست في الأخذ بكلام بليكس بدلا من كلام أجهزة الاستخبارات الأمريكية بل لأن المعلومات التي قدمتها هذه الاجهزة كانت فعلا غامضة إزاء هذه المسألة. رسالة... صدّام ومن جهة أخرى ذكرت تقارير اعلامية أمس أن الرئيس العراقي صدام حسين بعث برسالة جديدة الى عائلته بعد أن زاره وفد اللجنة الدولية للصليب الأحمر وأجرى معه حديثا مطولا في 30 جويلية الماضي. وتعتبر هذه الرسالة الخامسة التي يبعثها صدام الى عائلته منذ اعتقاله في 14 ديسمبر الماضي. وأفادت ندى دوماني المتحدثة باسم الصليب الأحمر أمس الأول أن الزيارة شملت أيضا نحو مائة معتقل من رموز النظام العراقي السابق.. لكن هذه المسؤولة لم تقدم أي تعليق حول الوضع الصحي لصدام ولم تكشف فحوى الرسالة التي وجهها الى عائلته. وأشارت دوماني الى أن اللجنة أوصلت حتى الآن أربع رسائل من صدام إلى عائلته كما نقلت كذلك أربع رسائل أخرى من عائلته إليه مضيفة أنها ليست مخولة بالاطلاع عن محتوى هذه الرسائل. ومن جانب آخر نفت الحكومة السويدية الانباء التي تردّدت مؤخرا حول مطالبة صدّام بالانتقال الى معتقل بالسويد قبل محاكمته. ونقلت مصادر كويتية عن متحدث باسم الحكومة السويدية أمس الأول قوله ان بلاده لم تتسلم حتى الآن أي طلب بهذا الخصوص. وكان المحامي الايطالي في هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي جيوفاني دي ستيفانو قد صرح الأربعاء الماضي بأن صدام يرغب في الانتقال الى معتقل سويدي لقضاء فترة الانتظار قبل المحاكمة. وقد بدأ أمس الاول وفد من هيئة الدفاع زيارة الى دمشق في مسعى للحصول على وكالات قانونية جديدة للدفاع عن الرئيس العراقي. وقالت مصادر مقربة من الهيئة أن عددا من أعضائها يسعون الى الحصول على توكيلات خاصة من رغد صدّام حسين وأبنائها للمطالبة بالمبالغ المالية العائدة لحسين كامل، زوج رغد وأحد أبناء عم صدام. لكن المصادر أوضحت أن رغد لم تبد «حماسا» كبيرا لهذه المسألة وترفض اعطاء مثل هذا التوكيل للمحامين مفضلة أن يتمّ بحث هذا الموضوع مباشرة مع الحكومة الأردنية التي تستضيف رغد وشقيقتها رنا.