لم يمض وقت طويل على تسلّم الدكتورة ألفة يوسف إدارة المكتبة الوطنية حتى منحتها روحا جديدة بدأت ظاهرة لروّاد المكتبة وأنا أحدهم. ألفة يوسف بطبيعتها المرحة وتلقائيتها التي تحمل الكثير من روح الطفولة وصفائها استطاعت أن تزرع روحا جديدة في أروقة هذه المكتبة من خلال تسهيل الخدمات إذ كان الباحثون يعانون من رداءة الخدمات ومن عدم فهم بعض الأعوان لطبيعة العمل فعندما تطلب نسخ بعض الصفحات من جريدة أو من كتاب ورغم أنك تدفع مقابلا لذلك فإنك تشعر بالكثير من المرارة والأسف إذ يشعرك بعض الأعوان بأنك تطلب المستحيل! غيّرت ألفة يوسف في أشهر عادات سيئة وأصبحت الخدمات على درجة عالية من السرعة والاتقان والأريحية وخاصة الأريحية التي كانت غائبة وهي جوهر أي عمل ثقافي أو تربوي. ولم تغيّر ألفة يوسف هذا فقط بل واصلت النشاط الثقافي في المكتبة وعمّقته من خلال منبر الحوار الذي يشرف عليه الدكتور عفيف البوني والذي سيتحوّل بلا شكّ إلى فضاء حقيقي للجدل الثقافي والمعرفي والعلمي. لقد نجحت ألفة يوسف في مهمتها الجديدة ولم يكن في نجاحها سرّ أكثر من التواضع والأريحية في التعامل مع روّاد المكتبة وموظفيها حتى أن من لا يعرفها ويلتقيها صدفة في أروقة المكتبة يعتقد بأنها طالبة وليست المديرة العامة لهذا الصرح العلمي والثقافي الذي يبعث في النفس الكثير من الفخر والاعتزاز فالمكتبة الوطنية هي واحدة من أبرز الانجازات الثقافية التي تحققت في تونس في عهد التغيير