كيف ينظر مستثمر إيطالي الى مخزوننا البحري ووسائل الصيد التقليدية؟ هل أنّ القوارب التقليدية في طور الإندثار؟ هل يمكن حمايتها وكيف نحافظ على التراث البحري المتوسطي؟ أسئلة أجاب عنها عاشق البحر الإيطالي فرنشسكولو يوديتشي رفقة ابنه بعدستهما وعدسة الرّسّام والفوتوغرافي الإيطالي سيلفانوسيلفيا هذا الكتاب يختزل ألام البحر وينبّه الى ضرورة المحافظة على التراث المتوسطي من خلال الصورة حيث إحتوى الكتاب على أكثر من 100 صورة الى جانب صور أخرى لأنشطة الجمعية الرياضية الإيطالية «أورورا» صور إلتقطها فوتوغرافي محترف جاء خصّيصا من إيطاليا وعاش مع بحّارة قرقنة في حلّهم وترحالهم من اللود وهو الوسيلة الأولى التي تربط جزيرة قرقنة بمحيطها اليابس وصولا الى الماء ثمّ الغوص في رحلة المتعة والعذاب عند بحّارة قرقنة وحوار أجاد الفوتوغرافي الإيطالي صياغته من خلال الصورة التي إلتقطت هموم البحر وأتعابه. صيحة فزع هؤلاء البحّارة ومن خلال هذا الكتاب يطلقون صيحة فزع في وجه الطبيعة والمعدّات الحديثة التي تهدّدهم في قوتهم ذلك أنّ القوارب العصرية المجهّزة بآليات الصيد الحديثة وتقنيات المراقبة وإستكشاف مواطن صيد السّمك الخصبة لم تترك لهم المجال للإبحار من أجل لقمة عيش يجتهد البحّارة ويجهدون أنفسهم من أجلها. في هذه الصّور نكتشف أنّ الحركة الإقتصادية في جزيرة قرقنة الحالمة قائمة فقط على هذه الزوارق ففي نشاطها نشاط وحيوية للجزيرة وفي ركودها ركود لكل فعل إقتصادي لما تحمله من مخزون سمكي كفيل بضخّ الحياة في شرايينها. نظرة الإيطاليان كانت نظرة خارجية دقيقة رصدت الحدث ونبّهت الى خطورة وضعية القوارب ويسعى لويوديتشي الى تنظيم تظاهرة رياضية كبرى دولية حول المراكب والزوارق التقليدية وقد حاز المستثمر الإيطالي على موافقة وزارة الشباب والرياضة والتربية البدنية ولكنّه مازال ينتظر موافقة وزارة السياحة ووزارة الفلاحة وبقيّة الهياكل المتدخّلة. ويقول فرنشسكو في تقديمه للكتاب إنّه جاء الى تونس للمرّة الأولى على متن سفينة وذلك سنة 1994وقد تحصّل على معطيات إحصائية من الجامعة التونسية للزوارق الشراعية وديوان البحرية التجارية والموانئ وهوما جعله يهتمّ بتنمية هذه الرياضة. أرقام في قرقنة هناك ما يقارب 2056زورقا مازالت في طور النشاط من 2005 وهذه القوارب تحتاج الى العناية والصيانة ،فحتّى في أوروبا إنقرضت رياضة وتقاليد القوارب الشراعية ومن هنا فكّر في تنظيم تظاهرة كبرى وتكوين معهد للمهن البحرية وتركيز متحف وهذه المشاريع لا يمكن أن يقوم بها شخص واحد مهما كانت إمكانياته المالية. ويذكر أنّ السيّد فرنشسكولويوديتشي فاز سنة 2004بالجائزة الأولى للسباق المتوسطي للقوارب المجهّزة بأشرعة لاتينية ومنذ ذلك الحين راودته فكرة تنظيم دورة دولية للقوارب الشراعية التقليدية بجزيرة قرقنة .