هو مروض الأسود التي لا تروض وقائدها إلى اللقب الإفريقي منذ عشر سنوات خلت لكن رغم سيل التجارب وكثرة التتويجات عجز مروض أسود افريقيا عن ترويض نجوم الإفريقي في تجربة أثارت ردود فعل متباينة وتعاليق متضاربة بشأن نجاح مهمته من عدمها مع القلعة الحمراء والبيضاء ليغادر الحديقة أ قبل جولات من نهاية الموسم متحولا إلى عاصمة اللعب الجميل « رافعا فيها شعار التحدي حاملا معه ساعده الأيمن الكوكي ، ولأنه معوض لوكا غير المأسوف على رحيله من صفاقس فأول ما قام به هو تغيير «لوك» الفريق معتمدا خطة فنية جديدة، البوادر الأولى كانت مشجعة ولونسبيا في انتظار جولات البطولة الأولى التي ستكون أوضح وأوضح في الإجابة تماما كإجابة المدرب الفرنسي بيارلوشانتر عن أسئلتنا في حوار معه والذي كان كالتالي : * في البداية ما كل هذا الإصرار على البقاء والتعلق بتونس? هناك عدة ظروف اجتمعت لتجعلني شديد التعلق بهذا البلد وأفضل مواصلة العمل به فهو إلى جانب كونه بلدا جميلا وقريبا من القلب هو أيضا بلد يولي مسؤولوه وشعبه عناية فائقة واهتماما بكرة القدم. * هل هذا شعور خالص أم هذا «داخل في التكتيك»? أشعر براحة كبيرة في هذا البلد وبينكم فلماذا إذن لا يكون إحساسا صادقا كما أني بطبعي صريح لا أراوغ ولا أجامل. * البعض يرى أنك سعيت جاهدا لتكون على رأس الإطارالفني للمنتخب? هناك فهم خاطئ على هذا الصعيد وقد أسيء تفسير كلامي فكل ما صدر مني هو اهتمام بهذا المنتخب وتأسف على الوضعية التي وصل إليها وكيف أعرض خدماتي على أي كان وأنا الذي تحصلت على الكأس الإفريقية في«كان» 2000 مع الكامرون ودربت منتخبات مالي وقطر وغيرها. * لكن هل تمنيت تدريب المنتخب? هذا حديث تجاوزه الزمن فضلا عن أنه للأمانة لم يتصل بي أحد ولم يطرح هذا الموضوع أصلا. * في المباريات الودية ظهر ال « سي اس اس» بوجهين مختلفين وجه طيب وآخر مهزوز ماذا تقول? المباريات الودية في مثل هذه الفترة تتزامن مع التحضيرات البدنية الشاقة لأنك تسعى لإعداد الفريق لكامل الموسم كما أنك لا تولي المبارة الودية إعدادا خاصا وهي كلها عوامل تجعل من هذه المباريات في هذا الظرف عاجزة عن إبراز الوجه الحقيقي للفريق ومن ورائه اللاعبين الذين لا يكونون في أفضل حالاتهم ولا في جاهزيتهم البدنية المثلي وبالتالي لا تكون مقياسا إلا أنها تبقى فرصة للتعود على آليات اللعب وتحقيق الإنسجام المطلوب واكتشاف الأخطاء لتلافيها. * الرباعية أمام الترجي أثارت الأحباء وكشفت عديد الأخطاء? كما سبق وأن قلت غاية تركيزنا كان على مباراة أنغولا وتحضير الفريق على أفضل وجه لذلك لم يكن هدفنا تلك المباراة في حد ذاتها حتى تعاملنا معها سواء من ناحية التشكلية أو التعويضات كان يصب في هذه الخانة وفي تجهيز الفريق للقاء الكاف. * على ذكر لقاء أنغولا ألا ترى أنكم فرطتم في انتصار كان في المتناول? هذا صحيح لكن لم بحالفنا الحظ وغابت عنا اللمسة الأخيرة ولم نوفق أمام المرمى وأهدرنا انتصارا محققا ومع ذلك يبقى ماتجقق ايجابيا إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الإصابات المفاجئة التي حرمتنا من التعويل على صوما وأوشي في هذا اللقاء * ماذا عن بقية الحوار في الإياب وعن حظوظ الترشح? بطبيعة الحال سوف ندافع عن حظوظنا في اقتطاع ورقة العبور إلى دور المجموعات مستغلين نتيجة الذهاب الإيجابية بأنغولا وعاملي الأرض والجمهور بصفاقس ولكن البذل مطلوب والتركيز طيلة اللقاء أكثر من ضروري خاصة أن بنتيجة التعادل تيقى نسبة الترشح متكافئة بين الفريقين. * ألا ترى أن مباراة الذهاب أكدت بما لايدع مجالا للشك الضعف على المستوى الهجومي وافتقار الفريق الى هدافين? الهجوم يبقى معضلة الفريق الأولى فنحن فعلا لا نملك مهاجمين صريحين وتأكد هذا بوضوح في هذه المباراة إذ لم يكن ينقصنا فيها إلا التجسيم وحتى علولو الذي أدخلته لإضفاء الحركية اللازمة على الخط الأمامي لم يكن يملك خاصيات ومواصفات المهاجم فضلا عن أنه لاعب وسط بالأساس وإنما اضطررت إلى ذلك في ظل افتقارنا للمهاجمين. * ألم تتأثر جراء فشل الفريق في جل الإنتدابات? لا وببساطة لأن باب الإنتدابات مفتوح حتى الثلاثين من أوت وهي مدة كافية للقيام بانتدابات مركزة ومؤثرة ولاسيما في الهجوم * من هم اللاعبون الذين كنت تفضل تواجدهم ضمن المجموعة ? ليس هناك لاعب بالتحديد وحتى ألكسيس وبقية اللاعبين الذين طرحت أسماؤهم وإن كانت إمكانياتهم مقبولة وقدرتهم على الإفادة مضمونة إلا أنهم لا يمثلون الحل حاليا فالأولوية بالأساس إلى الهجوم والضالة الأولى العثور على مهاجم. * الإيفواري والغاني اللذان بصدد الإختبار هل هما في حجم الفريق وقادران على تأمين الإضافة? لا أستطيع أن أدلي الآن برأيي بشأنهما لأن الحكم لهما أوعليهما لن يكون إلا بمزيد اختبارهما والأيام القليلة القادمة سنحسم فيها أمرهما وامكانية الإنتداب من عدمها. * لماذ كل هذا الإصرار والتمسك بالرسم الفني 3 5 2 والغريب أنك لم تنتهجه مع الإفريقي? المبدأ هو أن لكل مجموعة خطة معينة تتماشي وامكانياتها فالتكتيك يوضع حسب خصائص وميزات الزاد البشري لهذا لم أنتهج هذا الأسلوب مع الإفريقي الذي تختلف مجموعته كثيرا عن السي اس اس الذي يملك لاعبي محور ذوي قامة وبنية جسدية لا بأس بها بالإضافة إلى العديد من اللاعبين الذين يجيدون اللعب على الأروقة كالغربي ومعلول و الحاج مسعود والبوزيدي والشابان كريشان والزواغي وهو ما تتطلبه وترتكز عليه هذه الإستراتيجية في اللعب. * هذا الرسم الذي استحدثته ألمانيا في كأس العالم 90 ألا نرى أن الأحداث والكرة الحديثة تجاوزتاه? الأمور لا تقاس على هذه الشاكلة وأكبر دليل على ذلك أن المنتخب الأرجنتيني خاض جل لقاءاته في هذا المونديال بطريقة (3 5 2 ) لذلك الأمور لم تتجاوزني وحدي وإنما تجاوزت أيضا مارادونا وميسي. * هل أنت متأكد من نجاح النادي الصفاقسي بهذه الطريقة? نحن بصدد العمل على هذه النقطة واللاعبون بدأ واتدريجبا وبصورة مشجعة التأقلم مع هذا الرسم وسنطور الأمور شيئا فشيئا ولو لم أكن متيقنا من نجاح الفريق بهذه الخطة ماكنت لأفرضها أو أتبعها. * هل أنتم قادرون على رفع التحدي في كأس «كان» ورفع اللقب? التأهل لدور المجموعات في حدّ ذاته تحد وبعد تشكل المجموعات والتعرف الى المنافسين وبالتقدم في هذه المباريات تتوضح الرؤية وعندها لكل حادث حديث ومن جهتنا لن ندخر جهدا في المرور الى أقصى ما يمكن. * النادي الصفاقسي اعتاد التواجد وسط الترتيب في المواسم الفارطة فهل سنراه مراهنا على اللقب في هذا الموسم? سنكون ضمن المنافسين التقليديين أي الأربعة الكبار في ملاحقة اللقب مع إضافة الملعب التونسي الفريق المفاجأة دوما في الرابطة الأولى لكن هذا لايمنع من التحدث بصراحة وواقعية وأقول أن هناك أسبقية طفيفة للترجي الاستمرارية .....مجموعته وأيضا للنجم بدرجة أقل بفضل لإنتدابات الأخيرة لذلك فالمواجهات المباشرة معهما إضافة إلى الإفريقي سيكون لها التأثير الكبير على نهاية المشوار غير أننا لن نظهر إلا بالصورة التي سيتفاعل ويعجب بها جمهورنا . * أحد لأعضاء في لجنة الحكماء صرح بأن النادي حاليا بصدد التكوين وغير قادر على رفع الألقاب في هذه المرحلة. هو قطعا علي حق فالفريق شاب في مجمله ويمر بفترة انتقالية لكن تبقى المفاجأة من جانبنا جائزة. * أكدت أكثر من مرة أن المجموعة أعجبتك لكنك مع هذا طالبت بانتداب لاعبين في كل الخطوط بماذا تفسر هذا? ليس هناك تعارض في ذلك فلعلم الجميع أننا لونترشح إلى دور المجموعات فسنلعب على ثلاث واجهات وهو ما يستدعي توفر رصيد بشري ثري لمجابهة كل هذه الإستحقاقات كما أني أريد تلافي الحالة التي مررت بها مع الإفريقي فضروري انضمام لاعبين أخرين على غرار الدريدي وجابر اللذين سيوفر أن الحلول في الفترة المقبلة. * في كل مرة تتاح لك الفرصة إلا وأكدت أن ظروف العمل في السي اس اس أفضل من الإفريقي? غير صحيح بالمرة بطبيعة الحال الظروف التي وجدتها في صفاقس مريحة وطيبة ولكني لم أقارن بتاتا بين الفريقين وعموما الظروف في الفرق الأربعة متشابهة. * كثيرون يؤكدون فشل تجربتك مع الإفريقي? يجب أن يتوقفوا عن هذا الكلام نهائيا كما أنه لا يمت للمنطق بصلة فكيف أكون فشلت وقد تركت الفريق في المرتبة الثانية على بعد جولات من الموسم و مترشحا للنصف النهائي للكأس خاصة وأني في بعض الفترات لم يكن تحت تصرّ في إلا 15 لاعبا فحسب نتيجة ظروف معينة وما يمكن قوله فقط في هذا الشأن هو أني لم أكمل عملي في الإفريقي. * اتهمك البعض بمحاولة تفريغ الإفريقي من نجومه للتشفي والثأر? هذه أكاذيب ومحض الإدعاءات والاقتراءات ولا أصدق أن الأمور وصلت إلى هذا الحد. * بما أن الأجواء كما قلت سابقا إيجابية فهل ستكون النتائج معك ايجابية? أن تكون الأجواء في الفريق طيبة فهذا في حد ذاته هدف ومثل هذه الأجواء تجعلني أعمل بأريحية في حوزتي الآن 25 لاعبا متقاربي المستوى والمنافسة بينهم على أشدها فهو ما يجعل النشاط والحركية يدبان في كل اللاعبين الذين يجدون أنفسهم محيرين على السعي نحو الأفضل وهو هدفنا جميعا. * ما حظ الشبان ونصيبهم عند لوشانتر ? بالنسبة لهؤلاء فلدينا عديد المواهب التي ستقول كلمتها قريبا وهي قادرة أن تتكلم بصوت عال من جهتي سأدعمهم وسأعمل على تسهيل إدماجهم ومن ثمة ابراز موهبتهم. *كلمة الختام? ستواصل العمل بجدية وعزيمة كبيرتين فالعمل هو المعيار الحقيقي لنجاح الفريق ومن ورائه اللاعبون الذين ماعليهم إلا الجدية والإنضباط وكل لاعب سيظهر ومردودا طيبا سيكون أساسيا بقطع النظر عن الأسماء فأنا أومن بالأسماء بعد ما أومن بجهد العطاء كما أعد الجميع بموسم متميز.
