أقرّ كبير مفتشي الأممالمتحدة السابق في العراق هانس بليكس بأن عراق صدام حسين أفضل بكثير من عراق الفوضى والعنف الطائفي والاحتلال والقتل على الهوية، منتقدا في ذات الوقت «جنون العظمة» الذي استبد بإدارة الرئيس الامريكي السابق جورج بوش وحكومة طوني بلير حيال غزو العراق. وقال بليكس في شهادته بلندن أمام لجنة التحقيق: «الشيء المثير هو أن العراق لم يكن خطرا على أي طرف... بل كان تحديدا منهك القوى... وما حصل عليه بعد الغزو كان فترة طويلة من الفوضى. حقيقة لا يأتيها الشك وندّد كبير المفتشين الأمميين بتعامل بوش وطوني بلير مع المعلومات الاستخباراتية وكأنها حقيقة لا يأتيها الباطل. وشكك في سلامة حكم بوش وبلير على الامور المحيطة بقرار غزو العراق، واصفا التسريبات الاستخباراتية حيال النووي العراقي ب«الضعيفة». وقال بليكس إن شكوكه في امتلاك صدام حسين بعض أسلحة الدمار الشامل تلاشت بالكامل بعد جانفي 2003 عندما قرر النظام العراقي أن ينفتح بالكامل على مفتشي الأممالمتحدة. وأردف أنه نقل شكوكه الى طوني بلير ووزيرة الخارجية الامريكية آنذاك كوندوليزا رايس، محذرا إياهما من مغبة الدخول في عملية عسكرية ضد العراق مستدركا بالقول إن الجدول الزمني العسكري لم يسمح باستمرار التفتيش». انتشاء «الحلفاء» واعتبر أن الولاياتالمتحدة كانت «منتشية» بقوتها التدميرية الامر الذي حال دون أن يعطي العمل الديبلوماسي والسياسي ثماره المرجوة. وأشار الى أن تصريحات رايس بأن العمل العسكري على العراق سيدعم سلطة مجلس الامن كانت سخيفة تماما. ويُذكر أن بليكس اتهم الولاياتالمتحدة وبريطانيا عقب غزوهما العراق بتضخيم المعلومات الاستخباراتية المتوفرة قبل الحرب لتعزيز موقفهما الداعي الى استخدام القوة. وأوضح: إنه تم جرّ بريطانيا للمشاركة في حرب لا يمكن الدفاع عنها من الوجهة القانونية.