د. محمد الحبيب الكحلاوي: مسكيلياني للنشر 2010 الكتاب كما يشير الى ذلك عنوانه الفرعي مقاربة نصيّة لغوية لنص «فتنة المتخيّل» لمحمد لطفي اليوسفي تحدّثت المقدمة بشيء من التفصيل عن أهم ما ورد فيها وقد ذكرت بالخصوص في محاولة الاجابة عن سؤال «لماذا فتنة المتخيّل»؟... «نمت من مواكبتنا للكتابات النقدية العربية المعاصرة قناعة بأن المنجز النقدي لمحمد لطفي اليوسفي» شد إليه الانتباه في مرحلة بدأت فيها الكتابة النقدية بالانكفاء موسعة المقام للرواية والشعر... فيما أوغل النقد العربي في سباته الشتوي كان في بداية القرن المنقضي زخما وحركة وقامات انطلقت من الجامعات ومؤسسات البحث والمنتديات تعدّدا وتنوعا وترجمة ومواكبة للسائد عالميا...». من هذا المنطلق وغيره من المنطلقات الأخرى تنزّل اهتمام الباحث ب «فتنة المتخيّل منجزا يروم شحن الكتابة النقدية بمضامين جديدة ولغة جديدة فتوقف كما نقرأ في المقدمة «عند نص خصب منفتح أيّما انفتاح على اللغوي والميتالغوي...»، وتضيف المقدمة في موضع آخر منها «... ما كان ذلك أن يتم لولا خصوصية النص وتعدد الاستراتيجيات الصياغية العاملة فيه بل وتعدد لغاته ايضا، ولم تكتف القراءة باستجلاء نسيج الكتابة فانفتحت على النحوي والصرفي وحتى الصوتي...». لقد بينت المقدمة اجمالا دوافع الاقبال على مقاربة نص «محمد لطفي اليوسفي» واطلعتنا على منهج الدراسةوقالت واصفة المقاربة «إن هذه القراءة هي أساسا تطبيق لمقاربة نصيّة لغوية على كتابة نقدية حاولنا فيه رصد حركة لغة النقد واقتفاء أثرها من خلال مبانيها وابتناءاتها وخيارات منشئها التعبيريةوالصياغية...». لقد شكل الكتاب في مجمله من المقدمة المشار اليها فيما سبق وعدد من الفصول ومسرد الميتالغة والمفاهيم عربي انقليزي وقائمة بالمراجع العامة باللغتين العربية والانقليزية. بيّن الفصل التمهيدي مادة الدراسة ونطاقها ومنهجيتها ومعوّقاتها ثم تحدثت المقاربة فيما بعد عن القراءة والكتابة واللغة فخاضت في اللغة والقراءة ووظائفهما وفي استراتيجيات اقتفاء المعنى واقتفاء المبنى واقتفاء استراتيجيا الكتابة واقتفاء عمل اللغة ثم تطرقت بعد ذلك الى ما أسماه الباحث «بنية الخطاب في الكتابة ونداء الأقاصي» وقد حلل فيه بنية المقدمة في «قتنة المتخيّل» وبنية الخاتمة ولغتها. وانتقل الباحث في اثر ذلك الى تبيان صيغ المفاعلة في النص المدروس والى صيغ الجمع فيه والى الوظيفة الاشارية والوظائف التعبيرية. ومن أبرز العناوين الاخرى الواردة في البحث تطرق الدارس الى الحقول الدلالية المهيمنة ومناخات الكتابة في «فتنة المتخيل» والى نزع اللغة الى أن تكون شعرا في النص والى موضوع الكتابة في فتنة المتخيل وما الى ذلك من المواضيع الاخرى المتصلة بمقاربة «فتنة المتخيّل » نصا ولغة.