على إيقاع سعي العائلة الواحدة إلى تحقيق أعلى نسبة من النجاح والتألق في مختلف فروع الجمعية انطلاقا من القيم الثابتة في المراهنة على الامتياز وفاء للرصيد الحافل بالمكاسب والإنجازات تنعقد مساء اليوم الجلسة العامة التقييمية للنجم الساحلي هذه الجلسة ستكون حتما رافدا من روافد الحوار البناء الذي أسست له الهيئات المتعاقبة وجعلت منه على مر المواسم خيارا استراتيجيا يعطي للمحب المكانة التي يستحقها بما يؤهله للمساهمة الفاعلة في رسم مسيرة الجمعية. لئن كانت اللقاءات بين الأنصار والمشرفين على تسيير دواليب النجم مستمرة خلال السنة الرياضية فإن اللقاء في الجلسة العامة تختلف نكهته ولكن يبقي الجوهر واحدا... والهدف واحدا... والغاية مشتركة.. طالما أن حب النجم هو نقطة الالتقاء بين الجميع... وإذا كان هذا اللقاء في نسخته الخامسة بعد الثمانين في ظاهره تقييما ونقاشا ومساءلة فإنه في الصميم اقتراحات وحوار مفيد من أجل تدعيم ما تحقق من مكاسب ومعالجة النقائص في كنف الشفافية والوضوح والصراحة والإيمان العميق بضرورة مزيد توحيد الجهود كي يكسب النجم رهاناته القادمة. دقة المرحلة تكتسي الجلسة التقييمية لمساء اليوم أهمية بالغة للنجم الساحلي اعتبارا لدقة المرحلة التي يمر بها ومدى جسامة التحولات التي يقف على أعتابها ولأن لكل مرحلة مقوماتها وأهدافها وغاياتها فإن لها أيضا رجالها.. فاستخلاص العبرة من إخفاقات وسلبيات وهفوات الموسم الماضي والرغبة الصادقة في إصلاح ما يتوجب إصلاحه تبقى من بين العوامل الضامنة لنجاح المرحلة المقبلة. النجم بتاريخه وإنجازاته ومكاسبه ورجالاته مقدر عليه النجاح مهما كان حجم العثرات والإخفاقات التي تبقى في نهاية الأمر إكسيرا للانطلاق من جديد بأكثر قوة وصلابة وثبات للبقاء في علياء التألق والإشعاع والشموخ. هذا ما ينتظر الأحباء من الطبيعي جدا أن ينتظر أحباء النجم الجلسة التقييمية لموسم يعد من أكثر المواسم قتامة حتى تتكشف عدة أمور تهم الفريق حاضرا ومستقبلا، أنصار النجم لاحوا حسب عديد المؤشرات متشبثين أكثر من أي وقت مضى بالإيجابيات والعمل على تقليص السلبيات وأخطاء الموسم الماضي إلى أدنى حد ممكن كما أن أملهم كبير في أن يتمخض مؤتمر اليوم عن رؤية أكثر واقعية ووضوحا تقطع مع ما عاشه الفريق في الموسم الفارط من تقهقر وخيبات واختيارات عشوائية. مؤشرات إيجابية خلافا لكل التوقعات تميزت فترة ما بين الموسمين بالنسبة إلى النجم بظهور عديد المؤشرات الإيجابية والواعدة التي تدل دلالة واضحة أن الجميع استخلصوا فعلا العبرة من أخطاء وسلبيات الموسم الماضي ومن ضمن هذه المؤشرات سرعة حسم مسألة انتداب الجهاز الفني وانطلاق التحضيرات في إبانها وخاصة تدعيم الرصيد البشري للفريق بانتدابات موجهة ومدروسة صفق لها الجميع فضلا عن التحضيرات المتكاملة... كل هذه العلامات والمؤشرات حركت سواكن جماهير النجم التي بات عددها في تزايد مستمر من أسبوع إلى آخر. على عتبة المليار الخامس عشر ولو أن التقرير المالي مازال إلى غاية صبيحة أمس تحت «التروشيك» ولن يكون جاهزا ومتوفرا إلا ساعة انطلاق أشغال الجلسة التقييمية فإن الأرقام التي ترددت في الكواليس أكدت أن أبرز ما ميز التصرف المالي خلال الموسم الفارط بسياسة اتسمت في مضمونها بالضغط على المصاريف الشيء الذي وضع ميزانية الجمعية على عتبة المليار الخامس عشر. في المقابل شكّل التراجع المهول في مداخيل المقابلات جراء هجر الجمهور مدرجات الملعب الأولمبي بسوسة وخروج الفريق مبكرا من تصفيات كأس تونس وكأس إفريقيا وتغيير الإطار الفني في أكثر من مناسبة كلها عوامل أثرت بشكل أو بآخر على الرصيد المالي على مستوى المداخيل التي أنعشها جانب التفويت في اللاعبين. الاختلاف لا يفسد للود قضية في تقاليد وعرف الجلسات العامة أن يتخذ المحب من هذه المناسبات الفرصة التي تخول له التعبير عما يجيش في نفسه من خواطر والاصداع برأيه في كنف الوضوح والصراحة غايته في ذلك مصلحة الجمعية.. وبما أن الحوار من مقومات النجاح فلا بد أن تتوفر فيه خصلة الوعي بعيدا عن التشنج وليتذكر الجميع أن الفشل في الحصول على الألقاب يعني الشروع مباشرة في إعداد ممهدات الحصول عليها وهو ما أكدته عديد المواسم الماضية. التصحيح ضروري بدون الوقوع في الأحكام المسبقة نقول إن مصلحة النجم الساحلي تقتضي الالتفاف وراء رئيس الجمعية الدكتور حامد كمون ولكن لا بد من المناداة بتصحيح بعض الاختيارات المتعلقة أساسا ببعض المسيرين لأن ساحة الجمعية مثل كل النوادي الكبرى مليئة بالمتزلفين والملكيين أكثر من الملك وأصحاب المنافع والباحثين عن أضواء التصريحات والمكروفونات وعدسات القنوات التلفزية أكثر من بحثهم عن مصلحة النجم والانخراط في اختياراته والعمل على تنفيذها وسد الطريق أمام هؤلاء هو مسؤؤلية الدكتور حامد كمون وهو المؤمن على اختيار الشخص المناسب للمكان المناسب حتى يكون مستقبل النجم أفضل من حاضره وهذا هو المهم.