طلقة نارية واحدة خرجت على وجه الخطإ حوّلت العرس الى مأتم والفرح الى حزن وتركت أسرة بلا معيل وحفرت في قلوب أهله جرحا لا يندمل. الحادثة جدّت منذ يومين ببلدة وذرف الهادئة فكانت حديث الأهالي بين لائم للجاني على حمله بندقية صيد وسط حشود من الحاضرين في العرس وبين من يرجع المسألة للقضاء والقدر دون أن ينفي مسؤولية المتهم. «الشروق» تنقلت الى بيت أهل الضحية والتقت أخاه وعددا من الحاضرين لتقصي أطوار الحادثة التي تركت لوعة وحسرة لدى أهله وأثارت أكثر من سؤال في تلك البلدة الهادئة. كان شقيق الراحل يروي ما حدث في تلك الليلة مغالبا العبرات التي قطعت حديثه في أكثر من مرة ليتولى الحاضرون مواصلة تفاصيل الواقعة. المجني عليه واسمه محرز شاب تجاوز الأربعين من عمره بقليل كان معروفا لدى القاصي والداني في بلدة وذرف بدماثة أخلاقه وحسن معاشرته لأهله وأقاربه.. يعمل تاجرا متجولا لبيع الموالح ليوفر قوته وقوت أبنائه ولم يكن له على حد تعبير شقيقه أية صلة بالجاني من قريب أو من بعيد. الراحل ترك خلفه أمّا وزوجة وثلاثة أبناء أكبرهم لم يتجاوز الثامنة من عمره وهو ما يضاعف من حجم المأساة على حدّ قول الحاضرين فلا عائل لهم من بعده. وحسب رواية شهود العيان فقد كان كل شيء يسير على أحسن ما يرام والجميع فرحون بمناسبة زواج أحد أقاربهم بعد أن قدم المهنّئون من مختلف المناطق المجاورة وحتى البعيدة.. ولمزيد إضفاء أجواء حماسية وللتعبير عن فرحته جلب المتهم بندقية صيد قديمة على ملك والده لإطلاق «رشّ الكسكسي» في الهواء وهي عادة قديمة اندثرت في السنوات الأخيرة وقام بذلك في مناسبة أولى دون أن يتضرّر أحد. أما في المرة الثانية وعندما كان يقوم بحشو البندقية بالخراطيش انطلقت الطلقة بصورة مفاجئة لتصيب محرز مباشرة وعلى مسافة قريبة في عنقه فخرّ ودماؤه تنزف بغزارة ليلقى حتفه على عين المكان. رجال الأمن وبعد أن تلقوا مكالمة هاتفية حلوا فورا بالمكان للقيام بالمعاينات الأولية وكشف ملابسات الحادثة وقد تمّ إيقاف الجاني على ذمة التحقيقات في انتظار محاكمته ليقول القضاء في شأنه كلمته الفصل.