رغم ما تمثله الصناعات التقليدية من هوية ثقافية وما ترمز إليه من أصالة فإن بعض المهن اليوم تشكو من عدة صعوبات خصوصا صناعة الجبة و»البرنوس» والشاشية. «الشروق» قامت بهذا الربورتاج داخل السوق العتيقة بالعاصمة تحدثت فيه مع بعض الصناعيين والباعة عن المشاكل التي يواجهها هذا القطاع خصوصا مع اشتداد المنافسة داخليا وخارجيا وعزوف الشباب على مثل هذه المهن. تدخل محلا من محلات صناعة الجبة أو الشاشية فتجد جميع «الصنّاع» منهمكين في عملهم دون كلل رغم المشاكل العديدة التي يواجهها هذا القطاع. اعتبر السيد الحبيب السلطاني صنايعي يعمل بصناعة الجبة والبرنس أن المهنة تعرف صعوبات كثيرة أهمها المتعلقة بالناحية التنظيمية للمهنة خصوصا فيما يتعلق بشروط الحصولعلى البطاقة المهنية والتمتع بالخدمات الاجتماعية. **دلاء وأضاف السيد الحبيب أن صناعة الجبة تشكو من «الدخلاء» الذين يتحكمون في السوق فقد اختلط الحابل بالنابل وهو ما جعل المنافسة تشتد بين الصناعيين. كما يشكو هذا القطاع من الطابع الموسمي فهو لا ينشط كامل السنة فعملية البيع مرتبطة أساسا بالمنافسات أو بفصول معينة وهو ما يجعل الشباب يبتعد عن امتهان مثل هذه الصناعات التي يعتبرونها شاقة وذات مردود قليل. وأفاد السيد العشري بائع بمحل للبيع بالجملة لمنتوجات الحرير أن سيطرة «المتطفلين» على المهنة هو ما أحدث الكساد وجعل من الاقبال على هذه المنتوجات ضعيف. وفي السياق ذاته، أكد السيد عبد اللطيف بن عمار صاحب محل لصنع الشواشي بقوله: «الصنعة العربي ماتت» على أن صناعة الشاشية ولّى زمانها. قطاع الشاشية يعاني عدّة مشاكل وصعوبات أولها غلاء أسعار المادة الأولية (الصوف) إذ أن الكيلغرام من الصوف ثمنه خمسة وعشرين دينارا كما أن عملية استيراد «الصوف» تسهم بصفة كبيرة في ارتفاع ثمنه. إضافة إلى أن صناعة الشاشية تتطلب جهدا كبيرا ويبقى مردودها ضعيف جدا. كما أن المنافسة شديدة لا على المستوى المحلي فحسب بل على المستوى العالمي إذ أن هناك بعض البلدان الأجنبية اختصت في صنع الشاشية التونسية. وشهد هذا القطاع أيضا تراجع اقبال بعض الأسواق الأجنبية خصوصا السوق الافريقية التي تمثل أهم الأسواق بالنسبة للشاشية.