بعد نفقات هدايا النجاح وأفراح الزواج والاصطياف يستعد التونسي لاستقبال شهر رمضان الفضيل ومن بعده عيد الفطر والعودة المدرسية والجامعية، وما تتطلبه كل هذه المناسبات من مصاريف، فكيف يواجه التونسي هذه المناسبات وكيف يتعامل معها رب الأسرة لتوفير ما تحتاجه العائلة؟ أجمع الشارع التونسي على أن تتالي المناسبات تُثقل كاهل الأسرة وتهدد توازنها واستقرارها، فالسيد رؤوف التوزري ذكر ان ارتفاع نسبة النجاح في صفوف العائلة والأقارب دفعته الى صرف مبالغ كبيرة في الهدايا والتهاني ويتابع «اضافة الى النجاح تجد نفسك مضطرا لتوفير مصاريف حفلات الزواج ونفقات شهر رمضان والاستنجاد ب«الكريدي» او الاقتراض او التسبقة من المؤسسة البنكية لمواجهة هذه «الازمة»..». السيد رمضان محمد قال بدوره: «بما ان راتبي قيمته محدودة ولا يستطيع توفير كل حاجياتي فإنني ألتجئ الى السلفة والقروض الشخصية التي توفرها بعض المؤسسات الخاصة لمواجهة تيار المناسبات المتتالية». ويبيّن السيد طارق الجويني ان تتالي مناسبات الأعراس والزواج ورمضان الكريم تثقل كاهل الأسرة وتحدّ من مقدرتها الشرائية وتجعلها تعيش تحت الضغوطات. ويعتبر ان كل هذه المناسبات لا يمكن الاستغناء عنها ولكن وجب إحكام التعامل معها وترشيد الاستهلاك خاصة في شهر رمضان الذي تكثر فيه الشهوات وتزداد النفقات. ويكشف السيد ابراهيم كمال عن حجم تأثير تتالي المناسبات على القدرة الشرائية للمواطن: «أغلبهم يعيش بمبدإ (اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب...) وفي اعتقادي العمل بمثل هذه الأقوال تربك رب الأسرة وتجعله يعجز عن توفير متطلبات الحياة. ويرى السيد منير الفاهم ان حجم تأثير مصاريف المناسبات لا تظهر في وقتها وانما تظهر خاصة بعد مضي المناسبة بمدة 3 او 4 أشهر بعد ان يطالب رب الأسرة باسترجاع السلفة او يتم اقتطاع من راتبه لتسديد قيمة القرض الشخصي الذي استنجد به لمواجهة مصاريف المناسبات، البعض الآخر من التونسيين مازال يؤمن بالبركة اذ يقول السيد نورالدين: «البركة تحل فراتبي محدود ومع ذلك في كل فترة تتالى فيها المناسبات من زواج واصطياف ورمضان وعيد الفطر والعودة المدرسية أجد نفسي قد تجاوزتها بسلام دون الاخلال بميزانية الأسرة والمهم في إحكام التصرف وعدم اطلاق العنان للشهوات والنزوات».