تلتجئ بعض العائلات التونسية في هذه الفترة الى القروض الشخصية لتغطية مصاريف شهر رمضان خاصة في ظل ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية ولكن بعض التونسيين يرفض الاعتماد على مثل هذه الحلول خاصة وأن رمضان شهر الصيام والعبادة وليس شهر الافراط في الاستهلاك والتبذير. وتباينت آراء المواطنين حول اللجوء الى القروض الشخصية لمجابهة نفقات شهر رمضان، فالسيدة سهام تقول: «ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتراجع القدرة الشرائية في ظروف اقتصادية صعبة تفرض على المواطن الالتجاء الى القروض الشخصية. وتضيف: «الاستعداد لشهر رمضان والتزوّد بالمواد الاستهلاكية وقفة رمضان وتكاليف ملابس العيد ومصاريف الحلويات كلها نفقات لا يستطيع المواطن تلبيتها لمحدودية راتبه ومدخوله ويصبح ملزما على الاستنجاد بالقروض». مناسبات بالجملة ويؤكد السيد منير: «يتزامن حلول شهر رمضان هذه السنة مع أوضاع اقتصادية حرجة بسبب أزمة القطاع السياحي وكثرة الاعتصامات التي أثرت سلبا على المؤسسات. ولمجابهة الضغوطات المفروضة على العائلة فإن أحسن الحلول يكمن في القروض الشخصية. ويعتقد البعض الآخر أن تتالي المناسبات من شهر رمضان الى عيد الفطر والعودة المدرسية وغيرها تجبر المواطن على الالتجاء الى القروض الشخصية التي توفرها الصناديق الاجتماعية والمؤسسات البنكية. عبادة.. وتقوى ولكن العديد من المواطنين يعارضون فكرة الالتجاء الى الاعتماد على القروض الشخصية إذ يكشف السيد محمد: «شهر رمضان مناسبة للعبادة وليست للشهوات والمصاريف غير المبرّرة التي تزيد من اثقال كاهل الأسرة وتخل توازن ميزانيتها»، ويتابع: «حتى ولو ارتفعت أسعار المواد الغذائية وتتالت المناسبات فإنها ليست مبرّرا للالتجاء الى الاقتراض. وقال مبروك: «يُفترض أن يكون رمضان شهر البركة والتقوى وأن يسعى المواطن إلى الترشيد في الاستهلاك وكبح جماح شهواته وعدم اثقال ميزانيته بمصاريف إضافية ويعارض السيد عثمان فكرة اللجوء الى القروض الشخصية لتغطية نفقات المناسبات ويعتبرها مجرد حلول ترقيعية ولا يمكن لها إلاّ أن تلبي مجرد شهوات عابرة. ويضيف: «يجب أن نعمل على تغيير عقليتنا الاستهلاكية وأن لا نكون عبيدا لشهواتنا». وتجدر الاشارة الى أن الاقبال على القروض الشخصية يكثر في صفوف الموظفين خلال العطلة الصيفية وفي بعض المناسبات الدينية مثل شهر رمضان.