احتضن المسرح الاثري بقرطاج ليلة أول أمس عرض ليالي «روفا نسي» من روسيا حيث قدم لوحات راقصة لأنواع شتى من الرقص الغربي والشرقي... بالي «روفانسي» الروسي تأسس سنة 1930 ابان قيام دول الاتحاد السوفياتي ولا يزال هذا البالي يحتضن محبي الرقص الى حد الآن وتجدر الاشارة الى أن المعسكر الشرقي في فترتي ما قبل الحرب العالمية الثانية وما بعدها كان يولي الاهتمامات البالغة لجميع الفنون رغم محاولة المعسكر الغربي تشويه ثقافته وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي ظلت الاهتمامات بالفنون شامخة ولعل أبرز دليل هو وجود بالي روفانسي» على ركح المسرح الروماني في الدورة رقم 46 لمهرجان قرطاج الدولي حيث قدم درسا في الحرفية لهذا الفن (الرقص) والذي كان رؤية فنية ولا يزال لشعوب العالم. العرض كان مزيجا من الحرفية والبعض من الابتذال... ففي حدود العاشرة ليلا انطلق الحفل بلوحة راقصة أثثها 16 عنصرا من الجنسين، ليقدموا لوحات أخرى راقصة من التعبير الجسماني وقد لاحظنا الفرق في تأدية الحركات الراقصة أو التعابير الجسمانية التي تنم عن حرفية تامة للفرقة الشابة والتي صاحبتها فرقة من الراقصين الصغار الذين قدموا بدورهم لوحات راقصة جد ايجابية. عروض الرقص كانت متنوعة وهي التي جمعت بين الارث الروسي والرقص الشعبي لتلك البلاد يضاف اليها رقصة «الروك اندرول» التي وجدت اشعاعا منقطع النظير في فترة ما بعد الحرب الباردة... أي بعد انهيار الاتحاد السوفياتي لكن ما أعجب الجمهور وتفطن اليه هو الدراية الكاملة لحذق الرقص الشرقي في احدى اللوحات فقد أدت الراقصات هذا النوع الدخيل بحرفية وبأمور علمية. ملل أثناء فترة استراحة البالي كان بين الفينة والاخرى يطل على الركح مهرّجان ليقدما البعض من الألعاب السحرية التي ألفناها عن ظهر قلب في زمن طفولتنا ابان الثمانينات وملكناها وحتى أن لسان حال الجميع قال لا للضحك على الذقون ورغم تلك الرتابة والملل الا أن العرض في مجمله قدم للحضور ثقافة جديدة لابد من التعرف عليها حتى نتعلم ونطلع على الآخر لمعرفة ثقافتنا وثقافة الغير قصد المقارنة.