واصلت السلطات الباكستانية أمس اجلاء مئات العائلات المتضرّرة من الفيضانات الهائلة التي طالت جنوب البلاد وخلّفت نحو 15 مليون منكوب قبل أن تنتقل الى الهند المجاورة ملحقة بها أيضا خسائر جسيمة. وأفادت السلطات المحلية أمس أن نحو 3 ملايين شخص تضرروا في جنوبباكستان خصوصا في ولاية السند التي يعبرها نهر هندوس وتم اجلاء مليون شخص ليرتفع إجمالي عدد المنكوبين الى 15 مليونا في مختلف أنحاء البلاد. وفي هذا الصدد حذّر مسؤول دولي أمس من أن التاريخ المأساوي يمكن أن يزور مجددا أوّل مدينة في العالم حيث تقترب الفيضانات من موينغودارو القديمة مركز الحضارة في وادي أندوس. وقد بنيت موينغودارو حوالي عام 2400 قبل الميلاد وتقع على ضفاف نهر أندوس في إقليم السند الجنوبي... وقد دمّرتها الفيضانات قبل سبع سنوات وأعيد بناؤها على قمم الأطلال. وقال الناطق باسم اليونسكو في باكستان جواد عزيز إن دعامات الحماية قد لا تقوى على الصمود وأمام فيضان النهر الذي يمكن ان يدمّر المدينة. وأفادت مصلحة الأرصاد الجويّة الباكستانية بأن موجة السيول الاخيرة تسببت في تدمير نحو 650 ألف منزل وإتلاف نحو 557 ألف هكتار من المحاصيل الزراعية فيما نفقت أكثر من 10 آلاف بقرة. وتوقعت مصلحة الأرصاد الجوية الباكستانية هطول مزيد من الأمطار في إقليم خيبر بختو نخوا المنكوب أصلا فيما تعيش البلاد وسط موسم الأمطار الموسمية. وفي نداء وجهه عبر شاشة التلفزيون وصف رئيس الوزراء الباكستاني الفيضانات بالأسوإ منذ 63 عاما طالبا مساعدة بلاده فيما أصدرت السلطات «انذارا أحمر» من عواقب الفيضانات المدمّرة. وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى باكستان لتنسيق عمليات إغاثة المنكوبين الفرنسي جون موريس روبرت إنه سيتم توجيه نداء لتقديم المساعدات مؤكّدا مخاطر انتشار الأوبئة بسبب عدم توفّر مياه الشرب. وواصل السكان المنكوبون في الأثناء لوم السلطات واتهموها بالعجز عن إغاثة أهل المنطقة العالقة بين سندان هجمات حركة طالبان وعمليات الجيش ومطرقة الأزمة الاقتصادية الخانقة.