لجأت السلطات الباكستانية الى الحمير لنقل الامدادات والمصابين من والى القرى الجبلية التي عزلتها الفيضانات الأخيرة على العالم الخارجي، فيما أعلنت الأممالمتحدة أمس أن 3.5 مليون طفل باكستاني معرضون لخطر الاصابة بأمراض فتاكة بسبب تلوث المياه. وأجبرت هيئات الإغاثة والسلطات الباكستانية على الاعتماد على تلك الوسيلة لعدم توفر ما يكفي من طائرات الهليكوبتر للوصول الى المناطق النائية اضافة الى الانزلاقات الأرضية الناتجة عن تواصل هطول الأمطار. بطء الاغاثة عمق المأساة وأكد مسؤولون باكستانيون أن ايصال المساعدات الى القرى الواقعة بين الجبال يعد واحدا من أكبر التحدّيات وفي وادي شاهبور حيث تقع قرية كوزا سييراي تقول المصادر ان هناك 150 ألف شخص في حاجة عاجلة للامدادات الغذائية والطبية. وفي هذا الصدد حذرت الأممالمتحدة أمس من أن بطء ايصال المساعدات ومواد الاغاثة سيتسبب في موجة ثانية من الوفايات بين المرضى والجوعى. وفي انتظار وصول المساعدات الدولية يقود رجال الشرطة الحمير المحملة بالمواد الغذائية من دقيق وأرز وزيت للطهو وسكر ويتسللون عبر طرق جبلية في اتجاه القرى. وواجهت الحكومة الباكستانية انتقادات شديدة بسبب ما بدا منها من بطء في التجاوب مع الأزمة. ملايين الأطفال مهددون وفي اتجاه آخر قالت منظمة الأممالمتحدة للطفولة «يونيسيف» ان عمليات تطعيم الأطفال من مرضى الحصبة وشلل الأطفال والنساء الحوامل من التينلوس ستبدأ خلال أيام في منطقة البنجاب. وأشارت المنظمة الى أنها نقلت 100 طن أخرى من الأدوية وأغذية الأطفال والأدوات الصحية الى باكستان. كما ضاعفت كمية الأدوية المضادة للاسهال والتي تكفي لملايين الضحايا. وتوقع خبراء الأرصاد أن تشهد البلاد توقفا قصيرا للأمطار وسط استغاثات ملايين الأشخاص الذين يعيشون بلا طعام وبلا مأوى أو مياه شرب نظيفة. وتراجع منسوب المياه في نهر الأندوس الذي يروي سهول باكستان في اقليم البنجاب الأكثر سكانا والأكثر تضررا من الفيضانات، لكن الفيضانات ستستمرعلى شدتها في المناطق التي تحطمت فيها الحواجز. وفي هذه الأثناء امتدت مياه الفيضانات التي تجتاح شمال ووسط باكستان الى مناطق جديدة حيث زحفت الى منطقتي يعقوب آباد في أقصى جنوباقليم السند وجعفر آباد في اقليم بلوشستان جنوبي البلاد وغمرت المياه مساحات شاسعة في الاقليمين مما أدى الى نزوح عشرات الآلاف عن مناطقهم.