يتزامن دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة مع بروز عدة ظواهر صحية تؤثر في حياة الانسان وتدفعه مكرها الى زيارة الطبيب او تغيير عاداته الغذائية من اجل التخفيف من آثارها السلبية. وخلافا للاعتقاد السائد بأن احد هذه الظواهر ألا وهو التعرق المفرط من الاشياء العادية التي يعاني منها الانسان في فترة معينة، فإن الاطباء يحذرون من اهمال هذه المشكلة مؤكدين على ضرورة اخذ المسألة بجدية، وتنفيذ النصائح، والتعليمات الطبية لتجنب الانعكاسات السلبية الناجمة عن التعرق المرضي. **المرض وأسبابه ويشير الدكتور عبد الرزاق يحيى في بداية حديثه عن ظاهرة التعرق الى ان هذه الحالة انسانية وطبيعية ويعيشها كل شخص سواء أكان ذكرا او انثى وكبيرا او صغيرا، فجسم الانسان يفرز العرق بصفة طبيعية عبر غدد تسمى «Les glandes Sudoripares»، لكن احيانا يصاب الشخص بحالة تتكاثر خلالها افرازات الغدد المذكورة فيتصبب جسمه عرقا لأتفه الاسباب خاصة عندما تشتد درجة الحرارة ليتحول العرق عنده الى حالة مرضية تستوجب اتخاذ اجراءات سريعة بعد زيارة الطبيب. والى جانب تزايد نشاط الغدد العرقية تعتبر السمنة او لنقل الزيادة في الوزن من العوامل الاساسية المؤدية الى ظهور التعرق المبالغ فيه وبمجرد ارتفاع الحرارة في الصيف يصاب الشخص البدين بالتعرق المفرط نتيجة الدهون وارتفاع حدة الافرازات لديه، كما ان التعرق المفرط من المشاكل المزمنة التي يعاني منها اصحاب المهن المتعبة (الفلاحة، العمل في الاماكن المكشوفة والساخنة) والذين يبذلون جهدا اضافيا، وكبيرا اثناء عملهم اليومي (رفع الاشياء الثقيلة... وينجر عن هذه الوضعيات التعرق المفرط من ناحية وضربة الشمس من ناحية ثانية لذا وجب الحذر، والابتعاد عن الاسباب التي تقف وراء المشكلة ذات الطابع الصحي والاجتماعي معا. **الحلول وأكد الدكتور عبد الرزاق يحيى ان التعرق المفرط يؤدي الى الوهن الجسماني، وفقدان السوائل والأملاح المعدنية وذلك بسبب كثرة الافرازات الجسمانية مما يعرض الجسم الى الشعور بالارهاق والتعب فما هو الحل يا ترى؟ لا توجد ادوية قادرة على علاج التعرق المفرط او حتى التقليص منه. هذا ما اشار اليه محدثنا مضيفا قوله: يكمن الحل الحقيقي في شرب الماء بكثرة وتعويض الاملاح المعدنية (صوديوم، بوتاسيوم) المفقودة، وكذلك السوائل فالمصاب بالتعرق المفرط يتعرض مثل الطفل المريض بالاسهال الى فقدان كميات كبيرة من الاملاح والسوائل ومن الضروري تعويض ما وقع فقدانه اثناء النهار. ويشدد الدكتور عبد الرزاق على اهمية التصرف الحكيم في مثل هذه الحالات المرضية، فبعضهم مع الاسف يعرض نفسه للخطر عندما يجلس او ينام بجانب مكيف الهواء بحثا عن البرودة ليكتشف بعد وقت قصير انه مريض بالمغص في الكلى (اوجاع حادة واضطرابات) فيضطر الى الاستنجاد بالطبيب مع ان الحل بسيط، وفي المتناول اذ يكفيه الابتعاد عن مكيفات الهواء نهائيا حفاظا على صحته. ويضيف الطبيب بأن النظافة تلعب دورا اساسيا في التخفيف من آثار التعرق وتجعل حياة الانسان هادئة ومستقرة. كما ان تقليل الوزن وتجنب البدانة من الحلول الصحية التي يمكن اللجوء اليها لإبعاد شبح التعرق ويتحقق ذلك بتغيير العادات الغذائية وعدم الافراط في الاكلات الدسمة اي باختصار اتباع نظام غذائي محكم ومدروس. وسألنا الدكتور عبد الرزاق يحيى عن مشكلة حقيقية يشكو منها عدد لا بأس من المواطنين ألا وهي تعرق القدمين، وصدور روائح كريهة منها؟ فأجابنا مؤكدا ان النظافة التي تحدثنا عنها سابقا هي الحل الأمثل للتغلب على الرطوبة، وارتفاع الحرارة وهما السببان الرئيسيان المؤديان الى تعفن القدمين واصابتهما بداء «بوذبيح» والدوالي وسائر التقرحات الجلدية. وختم محدثنا تدخله مشيرا الى ان بعض العمليات الجراحية تجرى على نطاق ضيق في دول عربية او ما يمكن تسميته بطب البورجوازية وذلك بهدف تقليص عدد الغدد التي تفرز العرق، لكنها تبقى نخبوية ولم تتحول بعد الى ممارسة جراحية معروفة ومنتشرة في مختلف الأوساط الاجتماعية.