اقتحم 5 أشخاص مقر شركة مختصة في المقاولات بجهة بن عروس وعمدوا إلى شدّ وثاق الحارس وأحد العملة من أيديهم وأرجهلم وتظاهروا بالتحدث فيما بينهم بلهجة عربية غير محلية وتمكنوا اثر ذلك من اقتحام مكتبين اثنين استلوا من داخلهما على مبالغ مالية متفاوتة. وساهم حبك هذا السيناريو في هروبهم لكن ضبط أحدهم وبحوزته مبلغ مالي وعلب غاز مشل للحركة بعد أكثر من شهر حين كان يتسكع بأحد الأحياء بالعاصمة. المحكمة قضت بسجن المجموعة (5 أنفار) مدة 5 أعوام من أجل السرقة الموصوفة باستعمال العنف الشديد و5 أعوام أخرى من أجل حجز شخص دون إذن قانوني قصد تهيئة وتسهيل ارتكاب جناية. وعامين من أجل الانخراط في عصابة قصد الاعتداء على الأشخاص والأملاك مع تحميلهم المصاريف القانونية. وحسب ما جاء في ملف القضية، فإنه خلال أحد الأيام ضبط أعوان الأمن شابا أصيل ولاية جندوبة ويتردد دوما على العاصمة وبحوزته مبلغ مالي وهاتف جوّال وعلب من القوارير المشلة للحركة وبالتحري معه عن مصدر تلك الأموال اعترف بكونه وقبل شهر واحد عمد رفقة 4 من أصدقائه الى ارتكاب جريمة اقتسموا غنيمتها فيما بينهم وقد أنفق كل واحد منهم نصيبه في ملذاته الخاصة. وبانتهاء الأبحاث أحيلت المحاضر على أنظار النيابة العمومية التي أذنت بفتح تحقيق عدلي كان منطلقا لهذه القضية اثر ايقاف المتهمين الأربعة الآخرين كلهم أصيلي منطقة الدهماني. وبالرجوع الى القضية تبيّن وأن صاحب الشركة تقدم بشكاية ضد مجهولين اقتحموا شركته وارتكبوا داخلها عملية سرقة بعد الاعتداء على الحارس الليلي وعلى أحد العملة. وأكد الشاكي أن شركته مزودة بنظام انذار يرن مباشرة الى هاتفه الجوال وأنه في ليلة الواقعة وحوالي الرابعة فجرا أيقضه ابنه من النوم وأشعره بأن هاتفه الجوال والمتواصل مع صفارة انذار الشركة قد رنّ لديه وهو ما يؤشر الى دخول شخص غريب الى الشركة. وفعلا نهض من مكانه واتصل بأحد الأشخاص لاستجلاء الأمر وعبر الهاتف أعلمه بوجود 4 أنفار بالمكان أطلقوا ساقيهم للربح. وأوضح صاحب الشركة أن المتهمين اعتدو على الحارس كما اعتدو على عامل سبق له وأن مكنه من غرفة يبيت فيها، وأن المجموعة عمدت الى خلع 3 مكاتب وبعثرة محتوياتها بالكامل. نجاة من الموت وبسماع العامل أكد أنه وبحكم سكنه في ولاية أخرى فقد مكنه المتضرّر صاحب الشركة من غرفة ليقيم بها، وفي ليلة الواقعة حين كان نائما فوجئ بأشخاص يقتحمون عليه غرفته ويغطون وجهه بملحفة من ثم اعتدوا عليه بالضرب وشدّوا وثاقه من يديه ورجليه وسرقوا محفظته قبل أن يقع توثيق الحارس بدوره بعد الاعتداء عليه بالضرب وتركوهما على تلك الحالة. وبينت الأبحاث أن المكاتب الثلاثة التي وقع الولوج إليها هي مكتب صاحب المصنع ومكتب المدير الذي افتقد منه مبلغ حوالي ألفي دينار و2 قطع مصوغ تابعة له وهاتفا جوالا. وكذلك مكتب المستكتبة التي افتقدت من الخزانة مبلغا حوالي 1500 دينارا وهاتفا جوالا. وأكدت المستكتبة أنها توجه شكوكها لأحد العمال باعتبار أنه لا يمكن لغريب عن المصنع أن يعرف المكاتب التي تحتوي على الأموال السائلة. ايقاف وبايقاف المجموعة المرتكبة لجريمة الحال اعترف أحدهم بكونه سبق له وأن عمل بهذا المصنع. وأنه اقترح فكرة سرقته على البقية الذين وافقوا دون تردد وتشاركوا فيما بينهم لاقتناء مطرقة كبيرة الحجم ونازع للمسامير و«راش كلو»، تولوا اخفاءهم بجهة نعسان من ثم التقوا ليلة الواقعة حوالي العاشرة ليلا للتخطيط وانصرفوا نحو المصنع المزمع لسرقته وذلك حوالي الساعة الثانية فجرا. وتقاسموا الأدوار في ما بينهم حيث تيقنوا من وجود نفرين بالمصنع فهاجموهما وشدا وثاقهما قبل تنفيذ عملية السرقة. وأكد المتهم أن علب القوارير المشلة للحركة المحجوزة لديه ليس لها علاقة البتة بقضية الحال وإنما مكنه منها أحدهم. اعتراف وبسماع باقي المتهمين في القضايا الأربعة اعترفوا بتفاصيل الجريمة التي ارتكبوها ناكرين نيتهم تكوين عصابة وأنهم اقتسموا المسروق في ما بينهم وأن ظروفهم الاجتماعية كانت الدافع خاصة وأنهم قدموا الى العاصمة وعاطلين عن العمل. حجز أداة الجريمة باحث البداية حجز بعض قطع استعملت كأداة للجريمة وقد وجهت للمتهمين الخمسة جرائم السرقة الموصوفة باستعمال العنف الشديد وحجز شخص دون موجب قانوني قصد تهيئة وتسهيل ارتكاب جناية والانخراط في عصابة وقضت بسجن كل واحد منهم مدة 12 عاما. أحد المتهمين استأنف الحكم الصادر ضده فتم استئنافيا اقرار الحكم الابتدائي لكن مع تعديله باعتبار جريمتي حجز شخص دون موجب قانوني والسرقة الموصوفة باستعمال العنف الشديد واقعين لمقصد واحد والحط من العقوبة الى 8 أعوام.