من أنجح السهرات التي أقيمت هذا العام في المسرح الأثري بقرطاج، سهرة الفنان راغب علامة، النجاح كان جماهيريا وفنيا، إقبال فاق كل التوقعات، وامتاع فني لا يقدر عليه إلا كبار الفنانين من طينة راغب. إذن كانت عودة هذا الفنان إلى قرطاج من الباب الكبير، وأثبت أنه يبقى من خيرة الأصوات الغنائية العربية الموجودة على الساحة. عن هذا الحفل والغياب ومسائل فنية أخرى كان هذا اللقاء مع النجم راغب علامة.. حاوره: المنصف بن عمر ٭ راغب، هذه عودة بعد غياب سنوات؟ هذا صحيح لقد غبت عن قرطاج لسنوات، لكنني لم أغب عن تونس فقد كانت لي عدة زيارات عمل وغنيت في فضاءات ومناسبات أخرى.. ٭ لكن لقرطاج نكهة أخرى؟ نعم، أي فنان مهما علا شأنه يكون سعيدا بالغناء في قرطاج هذا المهرجان العريق الذي أحمل منه ذكريات جميلة جدّا. ٭ كيف وجدت جمهور قرطاج بعد كل هذه السنوات من الغياب؟ كما عرفته سابقا، جمهور قرطاج من أجمل الجماهير التي غنيت أمامها، ذوقه رفيع وله احساس مرهف، يقدر الفنان الحقيقي ويعطيه شحنة كبيرة من خلال تفاعله مع ما يقدّم. ٭ هل كنت تنتظر ذلك الاقبال الكبير؟ الحقيقة كنت متخوفا نسبيا، لكن الثقة في ذوق الجمهور التونسي بددت خوفي، أنني أعمل بجهد كبير وحسب استراتيجية واضحة. ٭ حفلك في قرطاج هذا العام كان حفلا خيريا، ماذا يمثل لك الغناء في هذا الإطار؟ أنا لا أتردّد في قبول مثل هكذا حفلات، إذا لم أتفاعل مع مثل هذه المبادرات لا أستحق لقب فنان، هذا دورنا الأساسي كفنانين، علينا المساهمة في كل عمل إنساني، هذه الجمعيات الخيرية تقوم بدور جبّار من أجل اسعاد النّاس وعلينا المساهمة من موقعنا في هذا الجهد. ٭ وهل هناك فرق على مستوى المقابل المادي؟ طبعا، لا أريد الخوض في مثل هذه المسائل، لكن ما أؤكده هو ان الفرق كبير بين الحفل الخيري وغيره من السهرات الأخرى. ٭ بعد هذه التجربة الطويلة في الغناء، أين يتموقع راغب علامة في المشهد الغنائي؟ على النقاد تحديد موقعي، لكن ما أؤكده هو أنني أعمل بكد وجهد من أجل تقديم الأفضل، وأنني جاهدت من أجل افتكاك مكاني في الساحة، وقد تعرضت للكثير من الحروب على جميع المستويات لكنني صمدت وتجاوزت كل العقبات، ولازلت أناضل وأواصل مشواري. ٭ من ينافس راغب علامة؟ كل صاحب موهبة حقيقية، وكل صاحب أعمال جيدة هو منافسي، والمنافسة الشريفة هي التي تدفع الفنان إلى تقديم الأفضل، لكن الحروب القذرة تحطمه.. ٭ وهل ثمة أعمال جيدة هذه الأيام؟ نعم، هناك الكثير من الأغاني الجيدة، صحيح هي قليلة مقارنة بالكم الهائل من الأعمال السيئة، لكنها موجودة.. ٭ هل استمعت إلى أغنية جيدة مؤخرا؟ طبعا، هناك أغنية «عبالي» للفنانة إليسا، أيضا «غريب الناس» لوائل جسار، وغيرها. ٭ هل صحيح انك تستعد لتسجيل دويتو مع النجم العالمية شاكيرا؟ نعم، هذا صحيح وسيتم تسجيل الجزء الخاص بي في القاهرة، في حين تسجل شاكيرا في الولاياتالمتحدةالأمريكية.. ٭ هل صحيح انك سعيت جاهدا لانجاز هذا الدويتو؟ لا، ليس صحيحا، لم أفوت الفرصة، لكن مكتب شاكيرا هو الذي اتصل بي، هم يريدون ترويجها في المنطقة العربية، ووجدوا أنني صاحب شعبية كبيرة وهو ما يريدونه، هذا كل ما في الأمر.. ٭ ماذا يضيف لك مثل هذا الدويتو؟ يضيف الكثير، خاصة بتقريب الأغنية العربية من المستمع الغربي، هي خطوة نحو الانتشار العالمي، وهذا طموح شرعي. ٭ متى نراك في تونس مجدّدا؟ أكون سعيدا جدّا بالعودة، أنا لا أتردّد في قبول أية دعوة من تونس، صدقني أجد متعة كبيرة في الغناء لهذا الجمهور الجميل.