طرح الفنيون والمحللون أسباب فشل لاعبينا مقارنة بالأفارقة واجتهدوا وحاولوا كثيرا لكن المسألة في رأيي لا تتطلب الكثير من الاجتهاد والبحث والتنقيب. السبب الرئيسي هو اللاعب نفسه لأنه يشكو من «ضعف ذهني» وثقافي واضح يجعله عاجزا عن اختيار القرار المناسب في الفترة المناسبة بالإضافة إلى أن هذا الضعف يجعله ضحية المحيطين به ولأنه لا يعطي الاختصاص حق قدره فكثيرا ما يجعل من والده أو شقيقه وكيل أعماله حتى يبقى «زيته في دقيقه» والنتيجة كارثية في النهاية... المثال الحي على ذلك هو بالتأكيد وسام يحيى الذي يعد أحد أفضل لاعبي الوسط ولكنه ذهب ضحية كل هذا إذ وجد نفسه فجأة في مفترق تتقاذفه الأمواج فقد كل شيء دفعة واحدة. فقد ثقة الإطار الفني الذي من الصعب أن يتخلى على لاعب آخر شارك في كل مراحل التحضيرات لفائدة لاعب لم يشارك في أية حصة تدريبية وفقد ثقة الجمهور الذي سيهاجمه بمجرد القيام بتمريرة خاطئة وفقد مكانه في المنتخب لأن القائمة الأخيرة خلت من اسمه وغاب عن التحضيرات وهذا يوحي بأنه سيقدم موسما سيئا لأن اللاعب عندما يكون غير جاهز يكون عرضة للإصابات والإقصاءات... هذه عيّنة من نجوم الكرة التونسية والقادم أسوأ. ماذا يريد بن سعيدة؟ عندما رحل السيد كمال إيدير وحل محله السيد شريف باللامين كانت هناك خيبة أمل كبرى بين أحباء نادي باب الجديد وكنت على عكس كل خلق الله أشعر بشيء من التفاؤل لأني لا أتصور أن توجد هيئة أخرى قادرة على تقزيم الإفريقي مثل هيئة إيدير التي أحالت على فرع كرة اليد على ما قبل الهواية والسلة على الرياضة والشغل والقدم على المجهول وأرجو ألا يتعلّل بأنه تمكن من الفوز بالبطولة لأن ذلك أصبح سهلا الآن والدليل أن الإفريقي انهزم في الموسم الفارط أمام مستقبل القصرين وأمل حمام سوسة وشبيبة القيروان وأنهى الموسم ثانيا وكاد يتوج بطلا... كنت إذن أشعر ببعض التفاؤل لأني أعتقد أنه لا يوجد أفشل من إيدير والزاهي وميلاد ولكني تفطنت هذه الأيام وأنا أتابع ما يقوم به السيد عبد الرزاق بن سعيدة أن تفاؤلي كان في غير محله واسألوا ماذا فعل عندما أراد هيكلة فرع الشبان فأقصى أفضل المدربين واستنجد بأسوئهم وماذا فعل في الأكابر عندما أصبح المسؤول الأول على الانتدابات فجاء بخشاش وبدأ يبحث له عن مكان بكل الطرق وإن لزم الأمر ببيع الدربالي والباشطبجي معا وكيف دخل في صدام مع المدربين وكيف انطلق في حملة تلميع الصورة وذلك بالقيام بالحوارات الصحفية يوميا والتي كثيرا ما تكون «على المقاس».