يوم 6 أوت 2010 ولأوّل مرّةٍ منذ خمسة وستّين عامًا، أرسلت الولايات المتّحدة من يمثّلها في ذكرى قصف مدينة هيروشيما بقنبلة ذريّة أمريكيّة! حضر أيضًا ممثّلو فرنسا وبريطانيا وسائر الدول الأكثر تكديسًا للأسلحة! وتبادلوا أكاليل الزهور والخُطَب المؤثّرة! ثمّ عادوا كلّ إلى بلده وإلى ترسانته النوويّة! كان السفير الأمريكيّ نجم «الحفل»...ولا أدري إن كان قد انتبه إلى ما في خطابه من «فكاهة سوداء» وهو يهيب بالحاضرين قائلاً: « يجب علينا مواصلة العمل معًا من أجل الوصول إلى عالم خال من الأسلحة النوويّة»؟! «حركة» قد يقرأها البعض من زاوية الإحساس بالذنب وأخذ العبرة من دروس الماضي، وقد يراها البعض شبيهةً بمشي القاتل في جنازة قتيله! خاصّة حين نعلم أنّ أمريكا مازالت تعتبر «قُنبُلتها» عملاً «ضروريًّا»، ومازالت لم تعتذر حتى اليوم لأكثر من مائتي ألف شخص ذهبوا ضحيّة «جريمتها الضروريّة»! الغريب أنّ «حرّاس» السلام العالميّ يكدّسون الأسلحة، ويحاسبون إيران على «نواياها النوويّة»، ويعدّون لشنّ حرب عليها...ولسان حالهم يقول «الأعمال بالنيّات»!! بينما يؤكّد لنا «تاريخهم» جيلاً بعد جيل، وكارثةً بعد أخرى، أنّ «النيّات بالأعمال»...ولكن لا أحد يأخذ العبرة!!