انقسمت ردود الفعل اللبنانية حول القرائن التي قدّمها الأمين العام ل«حزب اللّه» حسن نصر اللّه بين مؤيد رأى فيها مستندا كافيا لتغيير مجرى تحقيق المحكمة الدولية نحو الكيان الصهيوني واتهامه باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري وبين رافض اعتبر حجج «حزب اللّه» وسيلة للدفاع عن نفسه من اتهامات المحكمة المرتقبة له بتصفية الحريري. وقال العماد ميشال عون رئيس «تكتل التغيير والاصلاح»: «إن ما قدمه نصر اللّه كان معلومات قيمة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار وخاصة لجهة قيام اسرائيل عبر عملائها بجمع المعلومات عن الشخصيات التي يُراد استهدافها لمعرفة تنقلاتها وتحديد الممرات الاجبارية التي يمرون بها». محاولة الايقاع ونقلت قناة «المنار» اللبنانية عن عون تأكيده أن الأحداث التي سبقت أو رافقت المعلومات المتعلقة بمحاولة الايقاع بين «حزب اللّه» وبين رفيق الحريري تدلّ انّ هناك مسارا طويلا يصلح لكي يكون الانطلاقة لتحقيق جديد. ودعا الى إعادة النظر في عورات التحقيق الجاري من قبل الأطراف المعنية به وعدم السكوت عن الذين حاولوا تحويله وتضليله وحرفه وتزوير الافادات وخاصة شهود الزور. بدوره، رأى «رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط أنّ القرائن التي تقدم بها السيد حسن نصر اللّه فتحت بابا عريضا في ما يتعلق بكيفية حصول جريمة اغتيال رفيق الحريري. وأضاف: «عندما حدثت الجريمة وظهرت بعض شهادات الزور كان كلّ الاتهام موجها الى سوريا ثم فجأة تحوّل إلى «حزب اللّه»، ممّا يعني ان هناك من أتى وحوّل التحقيق عن أهدافه الحقيقية مرة أخرى». وحثّ على أن يُشكل هذا الأمر دافعا لوقفة تأمل ومراجعة من قبل بعض القوى في لبنان من أجل تثبيت العدالة وعدم جرّ البلاد الى فتنة. واستغرب من قيام جهات في المحكمة بتسريب معلومات الى أوساط مشبوهة. من جهته، قال رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان إنه لأول مرة تظهر قرائن ودلائل تثبت ان اسرائيل لها ضلع ودور أساسي في جريمة اغتيال الحريري. وأضاف أنّ التحقيق خلال السنوات الخمس الماضية كان تمويها على الحقيقة. وكما قلنا إنّ اغتيال الحريري هو جريمة العصر فقد كان التحقيق في الجريمة فضيحة العصر. فيلم سينمائي في المقابل، قال القيادي في تيار «المستقبل»، المنتمي الى الأكثرية النيابية مصطفى علوش إنّ المؤتمر الصحفي المطوّل الذي عقده حسن نصراللّه مساء أول أمس يدخل في سياق الدفاع عن النفس، واصفا إياه المؤتمر الصحفي عبارة عن مجرد فيلم سينمائي. كما أشار منسق الأمانة العامة لقوى «14 آذار» فارس سعيد الى أن الأمين العام لحزب اللّه لم يقنع أحدا، فنصر اللّه كان في وقت من الأوقات بمثابة «تشي غيفارا» العالمين العربي والاسلامي.. ولكن شيئا ما انكسر «بالأمس» يوم المؤتمر الصحفي. وتتقاطع هذه التصريحات مع رأي أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية هلال خشان، الذي اعتبر أن المعطيات غير مقنعة ولا أحد يمكنه أن يأخذ هذا الأمر بجدية. من جهته قلّل مصدر قريب من الحكومة رفض الكشف عن هويته من أهمية ما عرضه نصراللّه من دون أن ينفي امكانية ضلوع اسرائيل في اغتيال الحريري.
