سارع مهدي خواجة رئيس الجامعة التونسية لكرة اليد إلى عقد اجتماع مع رئيس وفد الأواسط في بطولة افريقيا للأمم التي احتضنتها الغابون مؤخرا والمقصود طبعا رضا المناعي لمعرفة ملابسات الانهيار المريع للمنتخب الوطني في المباراة النهائية أمام نظيره المصري كما عقد خواجة اجتماعا مماثلا مع مدرب المنتخب حافظ الزوابي ومن المفروض أن يكون قد التقى أيضا المدير الفني على أن تتلو هذه الاجتماعات تقارير يتقدم بها المعنيون برحلة الغابون. والحقيقة أن »الواترلو» الذي عرفه الأواسط خلف استياء عميقا جدا صلب المكتب الجامعي وحتى رسميا لم يكن الانطباع جيدا باعتبار التحضيرات الممتازة التي توفرت لهذا المنتخب حيث واجه منتخبات من الحجم الثقيل استعدادا لموعد ليبرفيل على غرار فرنسا وصربيا وهذا دون اعتبار مشاركته في دورات ودية محترمة. مآخذ الحقيقة كذلك أن هزيمة الأواسط كانت القطرة التي أفاضت الكأس في ما يخص العلاقة ما بين المكتب الجامعي والمدير الفني سيد العياري الذي توجه له في الكواليس عدة مآخذ من أهمها: عدم ايلائه العناية الكافية لملف التكوين الذي انتدب من أجله وإلقائه بالجزء الأكبر من عمل الإدارة الفنية على طارق بن علي. تجاهله التام لمنتخب الكبريات وكأن هذا المنتخب لا يعنيه وقد برز ذلك منذ بطولة افريقيا الأخيرة بمصر عندما رفض البقاء إلى جانب المنتخب في القاهرة وتحول مع الأكابر إلى السويس. علاقته الباردة مع مدرب الأواسط حافظ الزوابي والتي لم تمكن من انقاذ ما يمكن انقاذه في النهائي الأخير ضد مصر علما بأن زملاء جلوز قبلوا 38 هدفا وهي حصيلة تاريخية بالمعنى السلبي طبعا. عدم اقتناعه بمدرب الأصاغر ثابت محفوظ (وهو ما أكده لنا أكثر من عضو جامعي) على الرغم من جدية العمل الذي يقوم به هذا الفني. كثرة تنقلاته إلى خارج الحدود مع المنتخبات دون موجب أحيانا كالتواجد في تربص يسبق المشاركة في دورة ودية. البرمجة الهزيلة التي سبقت المشاركة في بطولة افريقيا للأمم (أكابر). التوتر الذي يطبع علاقته بمدرب المنتخب الوطني آلان بورت وإن بدت الصورة ظاهريا غير ذلك. الثابت ورغم ما سبق أن سيد العياري هدم من اهرامات اليد التونسية وأحد الأسماء التي صنعت في بعض الفترات مجد اللعبة الشعبية الثانية لكن الزمن تغيّر وتحمل مسؤولية إدارة فنية في جامعة رياضية هامة مثل جامعة كرة اليد يتطلب مواكبة للمستجدات والتطورات ونظن سيد العياري قد تحرّك على هذا الأساس عندما بحث عن مغامرة خليجية هذه الصائفة ولم ينجح في ذلك. التغيير قادم للأمانة ما قلناه آنفا هو ما ذكره لنا أكثر من عضو جامعي وهو في جانب منه انعكاس لموقف رئيس الجامعة، وفي انتظار أن نسمع رأي سيد العياري الذي نحترمه ونقدر عطاءه فإننا نؤكد على كون المعطيات التي بحوزتنا تشير إلى وجود شبه اجماع حاليا صلب المكتب الجامعي على تغيير الأوضاع في الإدارة الفنية تغييرا جذريا خصوصا وأن هناك مشكلا كبيرا أصبح مطروحا أيضا ويخص ضعف التواصل بين هذه الادارة والاطار الفني لمنتخب الأكابر ناهيك وأن رغبة الفرنسي بورت في الذهاب إلى الغابون لم تتحقق على الرغم من حرصه على متابعة منتخب الأواسط وقدرته على توفير النصيحة المفيدة في المباراة النهائية ضد مصر. الأهداف لم تتحقق نختم بتعليق يلزمنا شخصيا ويهم ما ذكره المدير الفني حول تحقيق الأهداف المرسومة ونقول في هذا الباب أن الأهداف لم تتحقق فعلا لأن المنتخب ذهب إلى الغابون من أجل اللقب وخسر لقبه ولو كان الأمر متعلقا بالترشح إلى المونديال لبلوغ الأهداف لأرسلت الجامعة منتخب الأصاغر ليتكفل بإنجاز هذه المهمة.