ذكر تقرير بريطاني أن الأزمة السياسية التي يمر بها العراق اليوم أصبحت لغزا يصعب حلّه، حيث يقف كل طرف عند موقفه وهو ما يعطل امكانية ايجاد حلّ سياسي في وقت مرتقب. ونقل مراسل صحيفة ال«فاينانشيال تايمز» في بغداد أندرو انغلند عن أحد السياسيين العراقيين اجابته عندما سُئل عمّن سيؤلف الحكومة العراقية الجديدة «اسألوا الأخطبوط «بول» لأن 10٪ من النواب العراقيين ينشطون بينما ليس لل90٪ الباقية منهم ما يفعلون». وقدم المراسل عرضا تفصيليا للمشكلة السياسية العراقية بين نوري المالكي وإياد علاوي والمحاولات الأمريكية لايجاد حلّ ليختم بالقول نقلا عن نائب عراقي بأن «البرلمان العراقي لا يتمتع بالنشاط ولا بالحياة وهو لم ينعقد بجدية لمناقشة الأزمة السياسية المستفحلة منذ انتهاء الانتخابات». من جانبها تناولت صحيفة ال«غارديان» الموضوع العراقي في افتتاحيتها، واصفة العراق ب«المنزل الذي لم يُبن إلاّ نصفه وليس له سقف». ودعت الصحيفة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي أعلن مؤخرا اصراره على سحب جميع الجنود الأمريكيين من العراق مع نهاية عام 2011 الى التروي، مشيرة الى أن واشنطن لا ينبغي أن تربط نفسها بجدول زمني، إذ أن عليها إبقاء قواتها في العراق حتى يستتب الأمن والاستقرار وتكون الحكومة فيه ديمقراطية». وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول: إنّ هناك بعض الأمور الايجابية في العراق اليوم وهي أن الولاياتالمتحدة التي أشعلت حربا أهلية عندما لعبت الورقة الطائفية في البلاد أثبتت عدم قدرتها على اعادة اعمار العراق الذي دمرته في اجتياحها له. فالعراق ليس ديمقراطية ولكن هناك بقايا أو بوادر دولة هي وحدها قادرة على ضبط الموضوع الطائفي. وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر قال إن الولاياتالمتحدة ترى أن الوضع الأمني في العراق معقّد ولكننا نعتقد ان القوات المسلحة العراقية تزيد من قدراتها كل يوم وأننا حققنا تقدّما كبيرا رغم وجود المزيد مما يجب علينا فعله» حسب قوله. وأكد تونر ان الولاياتالمتحدة لن تسمح بوجود فراغ أمني في العراق مشيرا في الوقت ذاته الى «حدوث تطوّرات إيجابية في بناء قدرات الجيش العراقي». وقال رئيس الحكومة العراقية المنتهية ولايته نوري المالكي من جانبه إن الحكومتين العراقية والأمريكية ملتزمتان بتطبيق كافة الخطوات المتفق عليها بين الجانبين وإن هذا الالتزام سينتهي إلى ما نصّت عليه الاتفاقية الأمنية.