بدأت الجهات الغربية وأدواتها الاعلامية «تتباكى» على الخروج الأمريكي من العراق وذهبت في هذا الاطار الى حدّ تصوير هذا البلد وكأنه يجلس على «برميل بارود» بعد أن تركه الأمريكان ل «الذئاب»، على حد تعبير صحيفة «الغارديان» البريطانية. وأشارت الصحيفة الى أن الاتهام الذي وجهه المالكي الى الهاشمي والمتمثل في اعتباره العقل المدبّر لفرقة اغتيالات تتألف من حرسه الشخصي هي تهمة موجهة الى المالكي نفسه.. وأضافت ان طارق الهاشمي ليس مجرد قيادي سني بارز في حكومة يهيمن عليها الشيعة ولكنه محور ضعفه سياسيا مع أمريكا وافق من خلالها «ائتلاف العراقية» الذي حصل على أكثر عدد من الأصوات على المشاركة في الحكومة. وأكدت الصحيفة ان العراق يعود الى «الطائفية» وحمّلت المسؤولية لأوباما الذي اعتبرته تسرّع في سحب القوات الامريكية مما أدى الى اعتقال 30 شخصا على الأقل ممن لهم صلة بزعيم ائتلاف العراقية إياد علاوي. «الغارديان» لم تكن الصحيفة الوحيدة التي تناولت بالتحليل المستجدات السياسية العراقية حيث مثل الصراع بين المالكي والهاشمي موضوعا مشتركا بين جل الصحف الأمريكية لعل من أبرزها ما كتبته صحيفة «واشنطن بوست» في افتتاحيتها حيث تساءلت عما إذا كان العراقيون سيعودون الى «سيرتهم الاولى» وذلك من خلال انتشار روح العداء مجددا في المجتمع العراقي وانزلاق البلاد في حالة من الفوضى والانفلات الأمني. وأضافت انه ما إن وصل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الى بغداد عائدا من رحلته الى واشنطن حتى بدأ يشن حملة قاسية ضد كبار قادة السنة في العراق. من جانب آخر تساءلت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» عما إذا كان العراق سينزلق في أتون حرب أهلية ووصفت عمليات إراقة الدماء في العراق بأنها «مؤلمة». وفي نفس السياق هدد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس باستبدال الوزراء المنتمين الى ائتلاف العراقية اذا واصلوا مقاطعة الحكومة ملمحا الى إمكانية «تشكيل حكومة أغلبية سياسية» وقال المالكي ليس من حق الوزير ان يقاطع جلسات الحكومة لأنه سيعتبر «مستقيلا». وأضاف ان مبدأ التوافق الذي كان العراق بحاجة اليه «انتهى الآن» داعيا الى عقد اجتماع موسع في الايام المقبلة لبحث الازمة المستجدة التي انزلقت اليها البلاد بعيد الانسحاب العسكري الأمريكي. يذكر ان طارق الهاشمي أعلن استعداده للمثول امام القضاة في كردستان في حين وجه أحد حلفائه انتقادات للمالكي وقال إنه يتصرف مثل صدام حسين ويجازف باشعال الصراع الطائفي مجددا.