هاجم شابان ملثمان أرملة المرحوم صالح جغام داخل منزلها صحبة ضيوفها وهدداهم بواسطة سكاكين لكن ابنها تفطن اليهما وأنقض على أحدهما ففرا وتبين أنهما شريكان ضيوف أرملة المرحومة جغام، بعد تخطيط «الضيفة» الرئيسية لعملية المداهمة بغاية السرقة. وللتذكير فإن وقائع ملف القضية تعود الى قبل شهر رمضان حيث أصدرت أرملة المرحوم صالح جغام، اعلانا بإحدى الصحف اليومية باعتزامها بيع شقة بجهة هرقلة بسوسة وبعد يومين اتصلت بها في منزلها بالمنارات امرأة وأفادتها بأنها تقيم ببلد أوروبي، وتتردد على تونس بين الحين والآخر وتعتزم اقتناء شقة قريبة من البحر واتفقتا على أن يكون ثمن الشقة في حدود مائة وخمسة وعشرين ألف دينار وشيئا فشيئا توطدت العلاقة بينهما والتقيتا في مواعيد لاحقة في عدة مناسبات وفي احداها اتصلت «الشارية» المزعومة للشقة، بأرملة المرحوم صالح جغام بمنزلها صحبة صديقة لها حيث زارتاها داخل المنزل ومكثتا معها حوالي ساعة أصرت خلالها الشارية على ضرورة التحول الى مكتب محامي لاعداد بنود عقد بيع الشقة، وبعد تردد وافقت أرملة الراحل صالح جغام على الذهاب الى مكتب المحامي حيث سلمته نسخة من العقد في انتظار امضائها مثلها مثل الشارية المزعومة، وعادت الى منزلها فوجدت آثار خلع طفيفة بالباب دون أن تفقد أي شيء من داخل المنزل. وبعد ثلاثة أيام اتصلت الشارية المزعومة بأحد أصدقائها وعرضت عليه العثور على عدد من الشبان للمشاركة في مداهمة منزل أرملة صالح جغام والسطو عليه، فلبى لها صديقها مطلبها وجلب ثلاثة شبان من بينهم شقيقان توأمان جاءا على متن سيارة صحبة الشاب الثالث في حين زارت الشارية «المزعومة منزل المرحوم صالح جغام صحبة صديقة لها وصديقها فاحسنت أرملة جغام استقبالهم ووفادتهم وبعد حوالي ساعة، أوهم صديق الشارية المزعومة الحاضرين بأن هاتفه أضحى فارغا من الشحن فغادر المنزل لاعادة شحنه وفي الاثناء كان اتصل بالشبان الثلاثة داخل السيارة ودعاهم الى الاستعداد لعملية المداهمة والسطو وعاد الى المنزل وبعد دخلوه ترك الباب مفتوحا وراءه. وأكدت أرملة المرحوم صالح جغام انها شاهدت من خلال مرآة باحدى زوايا المنزل مرور شبح شخص فتظاهر ضيوفها بمساعدتها في البحث عنه دون جدوى... وبعد دقائق فوجئت بشابين ملثمين يقتحمان المنزل حاملين سكينين فتوجه أحدهما خلفها وأمسكها من الخلف من رقبتها واضعا السكين عليها في حين تقدم منها الثاني ووضع السكين على جنبها حيث هدداها بالقتل ان لم تدلهما على مكان اخفاء المال والمصوغ فصاحت بأعلى صوتها، خاصة وانها لم تلاحظ أي رد فعل أو ذعر من طرف ضيوفها بل تميزوا ببرودة دم غريبة ومن حسن حظ صاحبة المنزل أن صياحها لفت انتباه ابنها الذي كان نائما داخل غرفته الخاصة به، فهب لنجدة والدته حامل هراوة فلاذ جميع المظنون فيهم بالفرار ونجح الابن في الامساك بأحدهم الى حين قدوم أعوان الامن حيث اعترف الشاب الموقوف باتصال صديق له به وشقيقه عارضا عليهما مداهمة والسطو على المنزل وفق خطة أعدتها الشارية المزعومة... وتوصلت التحقيقات لاحقا الى ايقاف جميع المظنون فيهم وتمكنوا من إلقاء القبض على الشارية المزعومة، حيث اعترفت بجميع ما نسب اليها، وعند احالتها يوم أول أمس على أنظار قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس أصدر في حقها بطاقة ايداع بالسجن على غرار باقي الموقوفين الخمسة الآخرين في انتظار استكمال التحقيقات في ملف القضية.