مع حلول شهر رمضان من كل سنة تظهر للعيان عادات وتقاليد تختلف من جهة إلى أخرى في قفصة يستقبل الأهالي الشهر الكريم بتكثيف الحركة ليلا خاصة مع تزامن الشهر المبارك مع حرارة الصيف التي لا تتركُ مجالا للحركة نهارا ففي الليل يتكثّف التردد على المقاهي ونوادي السمر كما تعود الحياة للحدائق العمومية حيث تجد العائلات متنفسا لتمضية بعض الوقت رغم أن غالبية النساء بالخصوص ترابط أمام الشاشة الصغيرة لمتابعة المسلسلات والبرامج التي تشد الأنظار. في النهار تشهد الفضاءات التجارية ومحلات بيع الخضر والغلال إقبالا كثيفا يصل في بعض الأحيان حد التزاحم والتدافع لأجل الحصول على بعض المشتريات الاستهلاكية. كما يتهافت الناس أمام ووسط السوق المركزية في قلب المدينة للبحث عن النوع الجيد من «دڤلة نور» أو «الرايب» وخاصة الخبز العربي القادم من مدينة القطار المجاورة والمعروفة بجودة هذا النوع من الخبز ويتحمل بعضهم مشقة السفر إلى مدينة القطار للحصول على خبزات فرن أو ماعون كما يُعرف في الڤطار. في السهرة يكثر التزاور بين العائلات والأقارب خاصة في المناطق الريفية حيث مازالت ظاهرة التزاور بارزة على خلاف المدينة التي ضعفت فيها الروابط الاجتماعية بحكم كثرة الشواغل والمشاكل اليومية قبيل السحور يُطلّ بوطبيلة الذي ارتبط بالجهة كل رمضان ولسان حاله يقول «لن تقوى العولمة على زحزحتي» معلنا بداية فترة السحور استعدادا لاستقبال يوم رمضاني جديد.