مع تعاقب السنوات والازمة ومع توالي المناسبات الدينية المميّزة للمجتمع التونسي كغيره من المجتمعات الاسلامية يبقى شهر رمضان المناسبة الكبرى لبروز العادات الغذائية بكل جهة من تراب الوطن بحيث نقف على اختلاف السلوكات والمظاهر الخاصة بهذا الشهر الفضيل من منطقة الى أخرى. وكغيرها من الجهات تتميّز مدينة القطار بطابع خاص في الاستعداد لهذا الشهر حيث تكون كل عائلة قد أعدّت عدتها من حيث توفير عولة رمضان وتشمل أهم لوازم الوجبات الغذائية من الفلفل الأحمر الذي يقع اعداده واحضاره منذ أيام الصيف إضافة الى التعويل من الكسكسي ودشيشة الشعير التي تعدّ عند الإفطار. أما مائدة القطارية في هذا الشهر فلئن تتميّز بالتنوّع والتصنيف فإن طبق القريطفة يكون حاضرا يوميا خلال الافطار. والقريطفة هي ما يعرف في المناطق الأخرى ب «الحلالم» لكن تتميّز وتختلف عن «الحلالم» بكونها يقع تقطيعها وتجزئتها الى قطع صغيرة لا يتجاوز حجم القطعة الواحدة الصم ويقع اعدادها بعد اضافة جميع انواع البهارات وبعض القطع من اللحم او القرنيط. أما وجبة السحور فلئن بدأت تتغيّر بتتالي السنوات فإن طبق الكسكسي بزيت الزيتون وبعض السكر مازال محافظا على مركزه في طليعة الوجبات المحبذة لأغلب الصائمين. ميزة أخرى أصبحت تعرف بها جهة القطار في هذا الشهر الكريم وهي كونها أضحت قبلة سكان المناطق المجاورة للحصول على خبز الفرن و«خبز الطابونة» اللذين عرفت بهما منذ القدم. أما خلال السهرة فلا يخلو اي بيت في القطار من طبق المخارق او الزلابية والكريمة وهي الحلويات التي دأب أهالي الجهة على جعلها حاضرة على طاولة السهرة طيلة الشهر الفضيل.