قلبت كارثة الفيضانات في باكستان استراتيجية البيت الأبيض الخاصة بأفغانستان وباكستان رأسا على عقب، حيث تجابه الولاياتالمتحدة هناك أزمة إنسانية كبيرة وجماعات مسلحة عازمة على استغلال هذا الموقف البائس في بلد هي واحدة بالفعل من أكثر مشكلاتها الشائكة. ففي الوقت الذي تواصل فيه الحكومة الأمريكية تركيزها العلني على جهود الإغاثة، ينشغل كبار المسؤولين الأمريكيين في تقييم التأثير الاستراتيجي لهذه الأزمة على المدى الطويل. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول أمريكي قوله إن «وقوع الكارثة سيؤثر على جميع جوانب العلاقة بين الولاياتالمتحدةوباكستان ويمكن أن يؤثر على الحرب فى افغانستان والمعركة الامريكية واسعة النطاق ضد تنظيم القاعدة». ويسود اعتقاد بأن الحكومة الأمريكية في ظل معاناة الاقتصاد الباكستاني من ضربة خطيرة، يمكن أن تضطر إلى إعادة توجيه جزء من حزمة مساعدات اقتصادية قدرها 7.5 مليار دولار الى باكستان للاحتياجات العاجلة مثل إعادة بناء الجسور بدلا من أهداف أكثر طموحا مثل تطوير شبكة الكهرباء المتهالكة. وأوضحت الصحيفة أن الولاياتالمتحدة ستتعامل مع حكومة باكستانية عاجزة وجيش حول تركيزه حتى الان عن اجتثاث المسلحين إلى إجلاء الناس من مياه الفيضانات. ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي كبير لم تفصح عن هويته قوله إن السلطات الباكستانية «قاربت من نقطة الانهيار» بسبب هذه الأزمة، فاستجابة باكستان غير المنتظمة ستزيد المخاوف من أن تحقق طالبان مكاسب عبر تكثيف جهودها لتوفير امدادات طارئة من الطعام والايواء.