هدّد رئيس التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر بمغادرة ايران والتوجه نحو لبنان بسبب الضغوط التي تمارس عليه للقبول بترشيح نوري المالكي لولاية حكومية ثانية، مؤكدا أنه لن يرضخ للضغوط ولن يقبل بالمالكي رئيسا للحكومة الجديدة. ونقلت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية الصادرة أمس عن عضو في الائتلاف الوطني العراقي برئاسة عمار الحكيم توضيحه أنّ ضغوطا متزايدة تمارسها طهران على الحكيم والصدر للقبول بالمالكي رئيسا للوزراء. مسألة مبدئية وقال المصدر إنّ الصدر صارح القيادات الايرانية بأن موقفه من عدم الموافقة على ترشيح المالكي مسألة مبدئية ولا تراجع عنها حتى وإنّ تطلب ذلك ترك إيران والاقامة في لبنان.. ويقيم مقتدى الصدر الآن في ايران، وهو الأمر الذي طالما أثار مخاوف بعض السياسيين من أن يتعرض للضغوط، وهو على ما يبدو ما دفع عضو الائتلاف الوطني العراقي بهاء الأعرجي، القيادي في التيار الصدري، للاعلان قبل عدة أيام أن الصدر لا يتخذ أي قرار بتأثير خارجي. كما لا تُملى عليه أية مقترحات من الخارج، سواء كانت من ايران أو من غيرها». وأشار الأعرجي الى أن الصدر أوكل الى الهيئة السياسية للتيار الصدري، والوفد المفاوض في التيار، الأمور السياسية ومسألة تشكيل الحكومة، وهو لا يلتقي بأية شخصيات سواء كانت ايرانية أو عراقية، من أجل تشكيل الحكومة. وتشير التقارير الى أنه تجري في العاصمة الايرانيةطهران حاليا مباحثات خاصة وسرية لانهاء أزمة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، كما تتحدث مصادر عن دخول روسيا على خط المفاوضات لتقريب وجهات النظر وانهاء قضية تشكيل الحكومة العراقية. ويؤكد المراقبون أن ايران يمكن أن تلعب دورا ايجابيا في تشكيل الحكومة العراقية وانهاء الأزمة السياسية في العراق، في الوقت الذي اعتبر فيه السفير الأمريكي السابق في بغداد كريستوفر هيل أن الدور الايراني غير مساعد، مشددا على أهمية دور المرجع الديني الأعلى علي السيستاني. بين علاوي وإيران من جانبه رأى رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي أنّ الولاياتالمتحدة لن تدعم أية حكومة عراقية ليست على علاقة جيّدة بايران. وقال علاوي وهو رئيس القائمة العراقية التي احتلت المرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية العراقية الأخيرة في برنامج «أصحاب القرار» من قناة «روسيا اليوم»، أعتقد أن الولاياتالمتحدة تقف ضدي، وموقفها معروف في المجتمع العراقي وهي تحاول أن تدعم فقط من له علاقة جيدة مع طهران». وأضاف: «لا تربطني علاقة سيئة بطهران ولكن في نفس الوقت لا أمتلك علاقات جيدة معها أيضا». وتابع أنه لاحظ من لقاءاته بالمسؤولين الأمريكيين «أنهم حريصون على أن يكون هناك نوع من الحكومة التي ترضى عليها ايران.. حتى لا تحصل مشاكل في العراق بعد الانسحاب. وقد يكون هذا هو السبب». وأوضح أن الأمريكيين يصرحون بشكل مستمر بأن هناك تدخلات ايرانية وأن هناك تسليحا ايرانيا لجهات عراقية، لذلك قد يكون هذا أحد العوامل للحفاظ على الأمن. وأشار الى أنه التقى برئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين في وزارة الخارجية الروسية وناقشا الأوضاع في العراق والشرق الأوسط مشيرا الى رغبة العراق بأن «تلعب روسيا دورا مهما سواء على الصعيد الاستثماري والاقتصادي في العراق أو على صعيد دعم العملية السياسية بحيث تكون عملية متوازنة وواضحة».