لقي حوالي 60 باكستانيا مصرعهم أمس وأصيب مئات آخرون في أحداث تراوحت بين التفجيرات الانتحارية وأخرى بسبب الفيضانات التي تعاني منها البلاد منذ أيام والتي أدت الى تدمير خمس أراضي البلاد. وأعلنت السلطات الباكستانية أمس عن مقتل 30 شخصا واصابة نحو مائة آخرين في هجوم استهدف مدرسة دينية بمنطقة «وانا» في وزيرستان. ولم تتضح المزيد من التفاصيل حول ملابسات الهجوم لكن تقارير اعلامية تحدثت عن فرضية أن يكون صاروخ أمريكي اطلق من طائرة من دون طيار هو المسبّب في الحادث. استهداف وفي شمال غرب باكستان لقي سبعة أشخاص على الأقل مصرعهم وأصيب العشرات في انفجار استهدف مجلسا قبليا. وقالت مصادر أمنية «ان الانفجار وقع أثناء انعقاد المجلس القبلي «جيرجا» في اقليم كورام ممّا أدى الى مقتل سبعة أشخاص من بينهم ثلاثة قادة وإصابة العشرات بجروح». وتضاربت الأنباء حول طبيعة الهجوم. ففي الوقت الذي أكدت فيه مصادر محلية أنه ناجم عن تفجير انتحاري أشارت مصادر أمنية الى أنه ناجم عن قنبلة موقوتة. ولم تقتصر نكبات هذا البلد على العمليات الأمريكية التي غالبا ما تخطئ أهدافها وتقتل المدنيين، اضافة الى العمليات التي تقوم بها حركة «طالبان» فقد كان للفيضانات دور في الأزمات الأخيرة. كارثة السند وفي هذا الاطار لقي 20 شخصا أمس مصرعهم وأصيب نحو 30 آخرين في حادث انقلاب حافلة كانوا على متنها نتيجة للفيضانات القوية. وأعلنت مصادر اخبارية أمس أنه خلال يوم الأحد تشرد أكثر من 200 ألف شخص في باكستان مع الاعلان عن توقعات بتعرض البلاد لموجة جديدة من الفيضانات. وأكدت المصادر ذاتها أن الفيضانات دمرت أربع قرى بالكامل فيما بات سدان على الأقل على نهر «اندوس» مهددين مما أجبر 150 ألف شخص علىالنزوح وحاول بعض السكان مواجهة الموجة الجديدة من الفيضانات بوضع أكياس من الرمل لمنع تدفق المياه بينما عزلت السيول عدّة قرى ودمرت العديد من محطات الكهرباء. وترك أربعة ملايين شخص منازلهم في اقليم السند وحده بينما يواصل عشرات الآلاف الفرار وفي ذات الوقت تحاول منظمات الاغاثة التعامل مع تفشي الأمراض المتزايدة التي تسببها مياه الفيضانات خاصة في شمال البلاد. إلى ذلك وجه مسؤول في الأممالمتحدة أمس انتقادات شديدة للمجتمع الدولي بسبب رد فعله على الفيضانات المستمرة في باكستان. وقال جورج أرسينولت رئيس عمليات الطوارئ لصندوق الأممالمتحدة للطفولة «اليونيسيف» ان «ضعف استجابة المجتمع الدولي لنداءات الاغاثة يعتبر أمرا خارقا للعادة بالنظر الى أن الأزمة الانسانية تعتبر الأكبر في العقود الأخيرة».