اتهمت منظمة العفو الدولية أمس الولاياتالمتحدة بأنها نفذت هجمات أو تعاونت مع اليمن في شن غارات قتلت من يشتبه بأنهم أعضاء بتنظيم «القاعدة»، وأن هذه الغارات أسقطت قتلى مدنيين من بينهم أطفال، فيما اعتبرته يشكل انتهاكا للقانون الدولي. ووضعت المنظمة ملاحقة الحكومة اليمنية للمشتبه بأنهم من مقاتلي «القاعدة» من خلال غارات قصف جوية في أغلب الأحيان في اطار ما وصفته ب «إعدام خارج نطاق القضاء ومخالف للقانون»، وحثت واشنطن على ايضاح دور القوات والطائرات الامريكية بلا طيار في الهجمات. تورط أمريكي ونقلت وكالة «رويترز» عن تقرير للمنظمة «يبدو أن الولاياتالمتحدة نفذت او تعاونت في أعمال قتل مخالفة للقانون في اليمن وتعاونت بشكل وثيق مع قوات الأمن اليمنية في مواقف لم يجر فيها مراعاة حقوق الانسان كما ينبغي». وحث التقرير واشنطن على «التحقيق بشأن المزاعم الخطيرة عن استخدام القوات الامريكية طائرات بلا طيار في اعمال قتل موجهة الى أفراد في اليمن وايضاح سلسلة القيادة والقواعد التي تحكم استخدام مثل هذه الطائرات». وقالت منظمة العفو إنها حصلت على صور فوتوغرافية تظهرما يبدو أنه بقايا صواريخ من المعروف أنها لا تملكها سوى القوات الامريكية في موقع غارة جوية في ديسمبر الماضي على اشخاص يُشتبه في انهم عناصر من «القاعدة» أسفرت عن مقتل 41 شخصا نصفهم أطفال. أنباء متضاربة وتأتي هذه الاتهامات فيما أعلنت السلطات اليمنية الليلة قبل الماضية أنها استعادت السيطرة تماما على مدينة لودر جنوب اليمن بعد طرد كافة عناصر «القاعدة» منها. ونقلت وكالة الانباء اليمنية عن نائب وزير الداخلية صالح حسين الزوعري قوله إن الاجهزة الامنية في مديرية لودر أدّت واجبها بكفاءة ومهنية عالية في تصدّيها للعناصر الارهابية بمديرية لودر ومداهمة أوكارها وملاحقتها للعناصر الفارة منها. وأضاف الزوعري أن «الأجهزة الامنية لقّنت العناصر الارهابية من تنظيم «القاعدة» درسا قاسيا ووجّهت إليها ضربات موجعة وأجبرت بقيّة تلك العناصرعلى الفرار بعد مقتل واصابة العشرات منها. في المقابل تحدّثت مصادر في جنوب اليمن عن أن مسلّحي «القاعدة» يتجوّلون في لودر المغلقة عسكريا. وفي سياق متصل رأت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) أن تنظيم القاعدة في اليمن يمثل التهديد الاكثر إلحاحا. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين رفضوا الكشف عن هويتهم قولهم: «إن التقييم الجديد «للسي آي إيه» حث مسؤولي الادارة الامريكية على الدعوة الى تصعيد العمليات في اليمن ومن بينها اقتراح بزيادة الهجمات الجوية التي تنفذها طائرات من دون طيار، لتكون ضمن الهجمات العسكرية الامريكية». وقال مسؤول مطّلع على تقييمات ال «سي آي إيه»: «إن «القاعدة» في شبه الجزيرة العربية» وهو ما يعرف به الجناح اليمني للتنظيم هي في تحسن متزايد... والقلق في هذا الشأن يتغيّر، بتنا أكثر قلقا حاليا بشأن القاعدة في شبه الجزيرة العربية عما كنا في السابق». وأكّد المسؤولون الامريكيون ان القاعدة في اليمن باتت تبدو أسرع حركة وأعنف.