هادئ الطبع، طيب المعاشرة، لا تفارق الابتسامة محياه حتى في أوقات العسر والصعاب، ذاك هو المدرب سمير الجويلي العائد هذه الأيام من رحلة قصيرة الى الجماهيرية الليبية في تجربة أولى انتهت قبل أن تبدأ. مع هذا المدرب الرحالة الذي درّب الاتحاد المنستيري وقوافل قفصة ونادي الخليج الاماراتي ونادي نجران السعودي ونادي الشط الليبي كانت لنا مسامرة رمضانية حاورناه فيها في مواضيع شتى تحت ركن «ضيف في رمضان». ما سرّ عودتك السريعة من ليبيا رغم أن البطولة لم تبدأ؟ انقطعت عن تدريب هذا الفريق احتراما لمبادئي وقد حصل الطلاق بيننا بالتراضي، أما عن الأسباب فتكمن في أنه بعد حصول الاتفاق بيني وبين مسيري النادي الليبي يقضي بأن يكون مساعدي من اختياري ومن الاطارات التونسية فسافرت الى الجماهيرية ومعي المدرب شكري كرواط ومدرب الحراس فاتح اللطيف وعدنا الى تونس وأجرينا تربصا بعين دراهم تواصل 10 أيام وانطلق يوم 24 جويلية 2010 ثم رجعنا من جديد الى لييا وهناك واصلنا عملنا وفي الأثناء طلب مني مسيرو فريق الشاطئ الليبي التخلي عن مساعدي فرفضت ذلك وقلت لهم أما بقاؤنا جميعا أو الانصراف جميعا وهذا ما حصل، وقد ارتحت لذلك لأنني اكتشفت أن هذا الفريق بعيد كل البعد عن طموحاتي. عشت 4 أيام رمضانية في ليبيا، هل هناك فرق في الأجواء والحياة الرمضانية بالبلدين؟ لقد عشت رفقة عائلتي ولم أشعر يوما بتغيير نمط الحياة هناك إذ كنا نعد الأكلات التونسية، وخارج المنزل وجدت الحياة شبيهة بتونس، فالمطاعم التونسية منتشرة بكل الأماكن والمقاهي لها نفس الأجواء والحركية قبل الافطار لا تختلف في شيء عما هو موجود بتونس. وطبال السحور هل مازال موجودا؟ نعم مازال طبال السحور يجوب الأحياء الليبية ويذكرك بالأجواء التونسية. أعتقد بأنك عشت رمضان أيضا بالخليج هل هناك فرق بين الأجواء التونسية والأجواء الخليجية؟ نعم هناك فرق في الأكلات فهم يحبذون «الكبسة» كوجبة أساسية وهي الروز بالدجاج ولكن مفتحاتهم شبيهة بمفتحاتنا إذ يتناولون الحساء على غرار الشربة عندنا. ولكن ماذا عن الأجواء؟ الأجواء وحسبما عشته في رمضان 2008 و2009 بالامارات مخالفة لأجوائنا قبل الافطار فلا حركية تذكر قبل الأذان بساعات ولكن الحركية تصبح على أشدها بعد الافطار وقد تعود أسباب ملازمة الاماراتيين لمنازلهم بعد الظهيرة لحرارة الطقس لديهم. عدت الى تونس فكيف تقضي رمضان؟ بحكم أنني مازلت في إجازة أطيل السهر وأستيقظ متأخرا نوعا ما، ولكن بعد قضاء بعض الشؤون أقضي الساعتين الأخيرتين ما بين البحر والمنزل، فأنا أعشق البحر كثيرا وأرافق يوميا أبنائي في جولة على الشاطئ والسباحة والتمتع بجمال الطبيعة قبل الغروب مع القيام بحركات رياضية كالعدو وغيره. هل انك لا تعود الى الدار إلا مع الأذان؟ لا فأنا من هواة الدخول الى المطبخ أضع اللمسات الأخيرة للمائدة وأساعد زوجتي في بعض الأعمال. إذن فأنت «سي السيد» في المطبخ في رمضان؟ كلا فأنا لا أتدخل في شؤون ربّة البيت وحتى إذا ما أردت أكلة ما وما أكثر شهوات رمضان أقترح على زوجتي التي لا تتردّد في الاستجابة لرغباتي. قلت إنك من هواة السمر فأين تقضيه؟ لا أسهر إلا بمنزلي أو بمنزل والدتي أو الأقارب والاصهار ولست من هواة المقاهي. نعود الى الأكل: هل أنت من هواة «التمخميخ»؟ كلا فأنا أكتفي بالشربة والسلاطة الخضراء عند الافطار وبعد صلاة التراويح أتناول الوجبة الرئيسية التي غالبا ما تكون مقرونة إما بالسمك أو باللحوم الحمراء و البيضاء، ولا أنسى البريك الذي رافقنا الى ليبيا والامارات بعدما تزودت زوجتي بكامل العولة الرمضانية قبل السفر. هل تتابع البرامج التلفزية؟ بالتأكيد وأنا معجب بمسلسل «نسيبتي العزيزة»، كما أتابع بعض المسلسلات الدينية والتاريخية ببعض القنوات العربية وشدتني الحلقات الفكاهية لميغالو. لنذهب الآن الى أقطار العالم: هل تعتقد بأن التهديدات الأمريكية والاسرائيلية بمهاجمة إيران وتوعّد الرئيس الايراني بإشعال كامل الدنيا قد يكونان سببا لا قدّر الله في اندلاع حرب عالمية ثالثة؟ لا أعتقد ذلك وقد لا تتحول الأقوال الى أفعال لأن كل الأطراف تؤمن بأنها ستخرج خاسرة في النهاية وأمريكا التي مازالت غارقة في الخندقين العراقي والافغانستاني لا أظنها تتورط من جديد في حرب لا تعرف عواقبها. يعيش عالمنا اليوم في حالة رعب دائما فمن جنون البقر الى أنفلونزا الطيور والخنازير.. هل تؤمن بصحة هذه المظاهر؟ أعتقد بأن المافيا المالية العالمية وضعت استراتيجية لابتزاز الناس وإفقار الدول وخاصة الضعيفة منها من خلال اصطناع مخابر الشرّ لجراثيم مفبركة يطلقون عليها بعض الأسماء، فاختلقوا حكاية جنون البقر للإضرار بالبشر ثم جاءت حكاية انفلونزا الطيور وانتهوا بابتكار انفلونزا الخنازير ليتركوا العالم مجهول المصير، وإذ أتوقع أن تتواصل شطحاتهم التي توقفت بعد أن أفرغت مخازن أدويتهم فإنني أنتظر انكشاف مخططاتهم اللعينة بعد أن تفطن عدد من علماء العالم لمغالطاتهم. أنت طبعك هادئ، فهل «ترمضن»؟ لا أعترف بهذه اللفظة، فرمضان هو شهر الصبر ومقاومة الصعاب من صيام على الأكل والشرب والسلوك السيئ قولا وفعلا وهو شهر العبادة والتقوى والإكثار من فعل الخير. وهل تكثر من الواجبات الدينية أم أنك من المتديّنين الموسمين؟ كلا، فأنا أقوم بواجباتي الدينية على امتداد كامل أيام السنة لكن بحكم طبيعة شهر رمضان المعظم فأنا أكثر من القيام بالشعائر الدينية. تابعت الجولة الثالثة لبطولة الرابطة المحترفة الأولى ما الذي شدّ انتباهك فيها؟ ما شدّ انتباهي هو أنها حطمت الرقم القياسي في قلّة الأهداف المسجلة وضعف مستوى اللعب وغياب الحماس والاندفاع البدني، ولا ننتظر من اللاعبين أكثر من ذلك، فرمضان واشتداد الحرارة لا يسمحان بتقديم الأفضل، وأتساءل عن جدوى تزويد الملاعب بالأضواء الكاشفة إن لم نستغلها في مثل هذا الظرف وعن دوافع إجراء هذه الجولة في شهر الصيام.