عديد الرباطات والقصور بجهة سوسة اندثرت نذكر من بينها قصر سهل وقصر حبشي ورباط هرقلة ومن أهمها قصر الطوب ويقع قصر الطوب بمنطقة سيدي عبد الحميد بسوسة وهو عبارة عن رباط صغير يحتوي على مجموعة من الغرف التي ينزل بها المسلمون للعبادة والمرابطة وكان به مسجد للصلاة وبرج مرتفعا يطل على البحر ويبدو أنه استعمل كمنارة لاكتشاف زحف الأعداء كما يوجد بوسط الصحن ماجل لخزن ماء المطر. وقد استعمل هذا القصر كمحطة للبريد الرسمي وكان القائمون على شؤونه يتمتعون بعائدات الضرائب عن أنشطة الصيد البحري التي كانت موجودة بالمنطقة. وتعود فترة إنشائه إلى عهد الأمير ابن العباس محمد بن الأغلب على يد خادمه والراجح أنه تأسس بعد الانتهاء من بناء حصن القصبة بسوسة في حدود سنة 240ه الموافق ل854 ميلاديا رابط فيه عدد من رجال الدين والفقه من أمثال محمد بن سحنون أبي إسحاق الكلبي أبي هارون الأندلسي وسهيل الغرياني ولمحمد بن سحنون قصة مع قصر الطوب إذ روى أبو القاسم اللبيدي أحد علماء القيروان أن محمد بن سحنون قصد قصر الطوب للعبادة وقد ركب بغلا وقبل الوصول إلى القصر علم بأن سفنا من الغزاة الروم نزلت بالقرب من القصر فخاف أن يبعث إلى سوسة ليجلب فرسا فيحكم الروم حصارهم على القصر فذهب إليهم وهو راكب البغل فالتف حوله أناس كثيرون فوجد الروم على وشك نهب المال وسبي النساء فقاتلهم وهزمهم وأطردهم شر طردة ويبدو أن هذا القصر بني من الطوب لذا سمي قصر الطوب وقد اندثر بمفعول الزمن.