شهدت اللجنة المركزية لحركة «فتح» انقساما كبيرا حول قرار الذهاب للمفاوضات المباشرة مطلع سبتمبر القادم، وذلك لعدم وجود مرجعية مشتركة، فيما كشف محمود العالول عضو اللجنة المركزية للحركة ان الرئيس محمود عباس وصائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات تحايلا على قرار اللجنة المركزية ل«فتح» وقرّرا العودة الى المفاوضات دون مرجعية وبلا أي تنازلات اسرائيلية. وأوضح العالول ان «اتخاذ قرار اللجنة المركزية تمّ على أسس غير التي ظهرت في ما بعد... اتخذ القرار على أساس ان تكون هناك مرجعية مشتركة للتفاوض وتحديد هذه المرجعية». لكل مرجعيته؟ وأشار الدكتور محمود العالول الى ان المفاوضات المرتقبة لا توجد مرجعية مشتركة لها حيث ان الفلسطينيين ذاهبون لواشنطن الاسبوع القادم على اساس بيان اللجنة الرباعية، في حين يذهب الاسرائيليون على اساس دعوة وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون التي دعت لمفاوضات مباشرة دون شروط مسبقة. وشدد العالول على ان قرار المركزية الذي اتخذ كان على اساس بيان اللجنة الرباعية الذي عرض على اللجنة قبل الاعلان عنه عقب دعوة كلينتون لاستئناف المفاوضات المباشرة دون شروط مسبقة في بداية سبتمبر القادم، مضيفا «لكن بعد ذلك تبين ان كل طرف ذاهب للمفاوضات بمرجعية مختلفة عن الطرف الاخر. فالجانب الاسرائيلي رفض بيان الرباعية الدولية ويريد الذهاب للمفاوضات على اساس بيان كلينتون. نحن ذاهبون على اساس بيان الرباعية الامر الذي يعني عدم وجود مرجعية مشتركة للمفاوضات». واضاف العالول «هناك مستجدات مختلفة تماما عما اتخذ القرار بناء عليها»، أي انه لم يعد صالحا للتنفيذ وتصبح العودة للمفاوضات عبثية. أزمة داخل فتح وكشفت مصادر صحفية أمس بأن هناك العديد من أعضاء المركزية وهم محمود العالول والدكتور نبيل شعث واللواء توفيق الطيراوي ومحمد دحلان يطالبون بعدم الذهاب للمفاوضات مطلع الشهر القادم في واشنطن دون تحديد مرجعية واضحة ومشتركة للمفاوضات. وفلي هذا الاطار قال العالول «أنا أدرك تماما بأن مثل هذه المفاوضات لا يمكن على الاطلاق أن تؤدي الى اية نتيجة في ميزان القوة الراهن وبالمناخ السائد وفي ظل طبيعة تركيبة حكومة نتنياهو وتصرفات الحكومة الاسرائيلية على الارض». وتابع : لذلك هناك اجماع على انها لن تؤدي الى نتيجة، لكن رغم ذلك قلنا انه اذا كانت هناك مردودات او فوائد اخرى من هذه المفاوضات مثل ايقاف الاستيطان بشكل كامل في الضفة الغربية والقدس ورقابة دولية لا مشكلة في ذلك، ولكن حتى الآن هذه مسألة ليست مضمونة، ومن هنا كان القرار، ومن هنا ايضا كانت تصريحات الاخ ابو مازن بأنه لا يمكن على الاطلاق ان نستمر في المفاوضات في حال بناء اية وحدة استيطانية واحدة. لذلك لا بد من ضمان على الاقل لوقف الاستيطان وهذا الحد الادنى للانتقال للمفاوضات المباشرة والاستمرار بها. واستبعد العالول وقف الاستيطان في ظل حكومة نتنياهو وقال «لا فائدة على الاطلاق من هذه المفاوضات اذا لم تحقق بعض المسائل».