«جمعنا سبع نقاط من ثلاث مباريات ونحتل المرتبة الاولى في البطولة وفي مجموعتنا في كأس ال«كان» كل هذا يجعلنا نعمل في أريحية ونتقدم ونتأكد من سيرنا على الطريق الصحيح ومضينا في الاتجاه السليم». هذا ما قاله لوشانتر في معرض رده عن الأسئلة وبقطع النظر عن نتيجة مواجهة أول أمس رغم أهمية الرهان ورغم الاهداف الثلاثة فإن الثابت أن فريق لوشانتر كشف عن وجه جديد وكشر عن عزمه على المنافسة محليا وافريقيا والاكيد أيضا أن المنافسين المباشرين على الواجهتين ومن ورائهم بقية فرق الرابطة الاولى سيقرؤون لفريق عاصمة الجنوب ألف حساب. جولات في الميزان في كشف حساب عن نقاط «السي آس آس» في جولات الموسم الاولى يمكن الخلاص الى أن أبناء لوشانتر كانوا قادرين على الانفراد بصدارة الرابطة الاولى اذا ما أخذنا بعين الاعتبار تفريطهم في انتصار مستحق في لقاء الجولة الافتتاحية واكتفائهم بنقطة وحيدة بالرغم من السيطرة الميدانية وبالنظر الى فرص مؤكدة أخطأت مرمى اللقالق فلم يأت الهدف وان أتى في لقاء قرش الشمال فإنه تحقق بشق الانفس بعد ان قدم الفريق نسخة مشابهة في الاداء وفي التحكم في مجريات المباراة وفي اضاعة الاهداف أيضا وبالتالي كان يمكن أن ينساق مرة أخرى الى سيناريو شبيبة وتعادل غير عادل. عجز متواصل والمراجعة ضرورية بات من الواضح ان الحضور الباهت على مستوى الخط الأمامي والعجز المتواصل عن التهديف هي معضلة الفريق الاولى التي ألقت بضلالها حتى على المنافسات الخارجية بدءا بالتفريط في نقاط الفوز في أنغولا وصولا الى تعادل سلبي ساهم فيه الحكم في مباراة الاسكندرية بعد عقم هجومي ضيع فرحة العودة بلقب السوبر من سطيف وبالتالي أضحت عملية مراجعة النفس ضرورية للاعبي الهجوم الذين لم يستثمروا عملية التنظيم وبناء الهجمة ولم يتوجوا مجهودات باقي زملائهم الذين يجب أن يخرجوا بدورهم عن مهمتهم ليتحملوا أيضا مسؤولية التسجيل فكم من فريق كان هدافوه مدافعين أو لاعبي الوسط كما أن عملية المراجعة يجب أن تشمل الاطار الفني المطالب رغم شح الخيارات على هذا المستوى الى البحث عن حلول وآليات فتطوير البناء الهجومي بات أكثر من ضروري للخروج من مأزق التهديف الذي يظل أيضا مشكلة جل الفرق التونسية ان لم يكن كلها ولا يقتصر على القلعة البيضاء والسوداء رغم الثلاثية في مرمى الفتح المغربي. حلول في الطريق الاقرار بالعجز الهجومي والبحث عن حلول جدية هو أقصر الطرق لترجمة التطور النوعي في آداء المجموعة الى نتائج تتماشى وحجم المستوى وقيمة اللعب في انتظار الوصول الى درجة التناغم المطلوب بين العناصر والتكامل والانسجام بين الخطوط واللافت في هذا السياق الارتياح المبدئي للاطار الفني بعودة دومينيك وبداية تأقلم ادريسا وقرب تعافي قلبي من مخلفات الاصابة فثلاثتهم قادرون ولو بدرجات متفاوتة وتدريجيا على تأمين الاضافة لهذا الخط في قادم الجولات. الدفاع يتعافى بعد أن كان أبرز مكامن الخل في الفريق في الماضي القريب يبدو أن الخط الخلفي ولا سيما محوره بدأ في التعافي وتجاوز النقائص وقد يكون هذا راجع بالأساس الى خطة (3-5-2) التي تعتمد على قلب دفاع متأخر ولاعبين في خطة «ستوبر» من جهة ومن جهة أخرى الى بروز لاعب على مستوى عال ونعني به الشاب محمود بن صالح باتزانه وبصلابته وتميزه في المحاصرة والتغطية اضافة الى الروح العالية والاندفاع الكبير للشقيقين عباس وتفوقهم في الكرات الفضائية دون أن ننسى رويد الذي بدأ يستعيد مستواه. «تخمة ومعركة» في الوسط يمكن القول ان خط الوسط وثراءه كما وكيفا وبنزعته الدفاعية والهجومية على حد سواء يمثل ثقلا وتوازنا في الفريق فدفاعيا يؤكد شاكر البرقاوي من لقاء لآخر أنه أبرز لاعبي البطولة في هذا المركز فإضافة الى اتقانه مهمة الافتكاك ودور التنسيق كثيرا ما يتحول الى صاحب التمريرة الحاسمة كما أن شادي الهمامي في طور تجاوز فترة الفراغ ومقر العزم على العودة الى الصورة التي عرفه بها الجميع والتي تتماشى مع قيمته الفنية في حين يسعى الدريدي الى استغلال خبرته الواسعة وتجربته وتوظيف حرفيته الكروية لتأمين الاضافة التي من المؤكد أن تتحقق للشاب وسيم كمون عبر احتكاكه بهؤولاء اضافة الىاندفاعه الغزير. وضعية مريحة أما في ما يتعلق بأصحاب النفس الهجومي علي مستوى هذا الخط فمايسترو الفريق زعيم أقنع الجميع بحركيته وقدرته الفائقة في التحكم في النسق وتبديل وجهة اللعب وبقدرته على قلب المعطيات في أية لحظة اضافة الى تسديداته المباغتة والمؤطرة على أنه مازال بحوزته الكثير وبامكانه تقديم الافضل شأنه شأن علولو الذي تجاوز تعثر حظه وتعاقده مع الاصابات وبدأ يتحسس مكانه كأساسي نظير حرفيته العالية في مداعبة الكرة وقدرته على فك دفاعات الخصم، توري بدوره له وزنه في هذا الخط فهو محارب ومقاتل على الكرة فضلا عن براعة فائقة في المراوغة وقدرة على تجاوز المدافعين وخلق الخطر بالاضافة الى اليحياوي الذي كشف عن امكانيات طيبة اثر مباراة متميزة ومجهود غزير في ملعب النار. جدية وانضباط في وقت ليس بالبعيد كان الفريق يعاني من عدم انضباط بعض لاعبيه وتهاونهم واستهتارهم كما أن البعض الآخر كان يحصل على تأشيرة المشاركة في المباريات ولو بحصة تمرينية واثنتين لكن المتبع للتمارين والقريب من أجواء الفريق حاليا لابد له أن يلحظ الجدية البالغة التي تدور فيها الحصص التدريبية والقدرة الفائقة للثنائي لوشانتر والكوكي على فرض الانضباط من جهة وتأجيج المنافسة بين اللاعبين من جهة أخرى وصولا الى دفعهم الى تقديم الافضل وهو حسب كثيرين من أهم العوامل التي جعلت النادي الصفاقسي على عكس المواسم السابقة يسير بخطى ثابتة ويحقق نتائج معقولة في أول مباريات الموسم.