يصر رئيس الوزراء الاسرائيلي على اظهار قدر كبير من التعنت بشأن ملف الاستيطان قبيل عودة المفاوضات المباشرة مع الطرف الفلسطيني... وقد جدّد تأكيده بأنه لم يلتزم للادارة الامريكية ولغيرها بتجميد الاستيطان كبادرة حسن نية لانجاح المفاوضات التي تنطلق الخميس القادم في واشنطن. وهذا التصريح ليس من قبيل تلك التصريحات التي تطلق لرفع سقف الطلبات في أية مفاوضات، بل هو يكشف طبيعة العقلية الحاكمة داخل اسرائيل وهي عقلية تتأرجح بين التطرف والمزيد من التطرف... وغول الاستيطان الذي يطلقه ساسة اسرائيل ونتنياهو واحد منهم لالتهام القدس والضفة، ورسم معالم الحل الاسرائيلي المعتمد على غطرسة القوة وعلى سياسة الامر الواقع... هذا الغول يظهر في تجليات وتعبيرات اخرى لدى رجال الدين، كما ظهر في تصريحات الحاخام الحاقد عوفاديا يوسف حين دعا الرب الى أن يبتلي الفلسطينيين ورئيسهم بوباء يقضي عليهم!! عبارة أخرى لا مكان للفلسطيني على أرضه في الذهنية الصهيونية... التي ترى أن «الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت»... الميت بالمعنى المباشر للكلمة بالسلاح او بالوباء، والميت بالمعنى القانوني والسياسي بتجريده من أرضه ومن حقوقه وبتشريده في المنافي والشتات... والحقيقة أن تأكيدات نتنياهو وهذيان الحاخام تأتي في وقتها لتعرّي هذه الصهيونية المريضة والحاقدة أمام المجتمع الدولي... والتي تشكل أكبر عقبة أمام مفاوضات بنّاءة تفضي الى حل سلمي يعيد الحقوق لأصحابها ويستجيب لقرارات الشرعية الدولية ويلبي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. والسؤال مطروح أمام ادارة اوباما: ماذا يمكن ان ننتظر من عقلية تذهب للتفاوض رافعة سيف الاستيطان في يد وسيف الحقد والكراهية في يد أخرى؟ عقلية تمارس الابادة بمعنى تهويد الارض واقتلاع شعب من أرضه... وكذلك بمعنى الدعاء بالفناء على شعب كل ذنبه أنه صامد في طلب حقّه المشروع في العيش بحرية على أرضه مثل باقي شعوب المعمورة.