المتأمل في السياسة الجديدة التي اصبح يتوخاها النجم الساحلي منذ انطلاق الموسم يشعر بنقلة عميقة داخل حضيرة هذا الفريق هي في واقع الأمر نتاج حتمي لرؤية متبصرة على هديها رسمت الهيئة المديرة بقيادة رئيسها الدكتور حامد كمون الخطوط الكبرى لحاضر ومستقبل الفريق الاول لجوهرة الساحل في زمن كروي يتصف بوفرة التحديات وكثافة الالتزامات على أكثر من صعيد. ولأن النجاح الذي أخذ في تحقيقه النجم ليس الا مؤشرات اولى على مواعيد أخرى حافلة بالنجاحات فقد أخذ الزاد البشري نصيبه من اهتمامات القائمين على شؤون الفريق عبر تثمين القاعدة وإثراء الذخيرة بما يسمح بالمنافسة في كل الاتجاهات عبر تجديد الأسطول كلما كان هناك احساس بتقادمه. هذه السياسة مكنت النجم من فتح قنوات تعاون مع عديد الأندية لا بالأخذ منها بل بمساعدتها على تجاوز مشاكلها في مستوى المخزون البشري... فبعد إقفال قائمة ال 26 لاعبا فكرمسؤولو النجم في الجمع بين إفادة الفريق واللاعبين على حد سواء وهنا تكفينا الارقام مؤونة التعليق عندما نعلم بأن فريق جوهرة الساحل قد فرط في خدمات فريق بأكمله من حارس المرمى حتى اللاعب رقم 11 الى أكثر من ناد في الرابطة المحترفة الاولى في تونس والخارج. قائمة العناصر المعارة كما هو معلوم أفضت عملية الغربلة الى إعارة كل من ياكوبا ديارا أمير العمراني مهدي بن ضيف الله مجدي المسراطي سليم الجديد حمدي المبروك عبد الرحمان بعبورة عدنان الرداوي سليم بن بلقاسم نافع الجبالي حسام سليمان ايريك كاري كاري وأيمن العياري. بعبورة يفتتح الباب البداية كانت مع الحارس عبد الرحمان بعبورة الذي ملّ مقعد الاحتياط بفعل الوجه الممتاز للحارس الاول أيمن المثلوثي الذي لم يترك له أية فرصة للعب كأساسي فما كان من بعبورة الا ان ولى وجهه شطر قوافل قفصة ليجد نفسه من الوهلة الأولى الحارس الاول لأبناء فريد بن بلقاسم مساهما بشكل كبير في عودة التوازن لخط دفاع فريقه.. ولم يكن بعبورة بمفرده القادم من النجم الساحلي بل سرعان ما التحق به زميله امير العمراني... ولم تتوقف عطايا فريق جوهرة الساحل عند هذا الحد بل شملت فرقا أخرى من الرابطة المحترفة الاولى وهي الملعب التونسي الذي احتضن مجدي المسراطي وأيمن العياري... كما عزز ترجي جرجيس صفوفه بالثالوث ديارا والجبالي وحسام سليمان واختار سليم الجديد اللعب في صفوف مستقبل المرسى في حين اختار عدنان الرداوي اللعب لحساب مستقبل قابس وسليم بن بلقاسم اللعب في صفوف أمل حمام سوسة. بقي ان نشير الى أن مهدي بن ضيف الله اختار الهجرة الى السودان واللعب في صفوف نادي المريخ على منواله نسج حمدي المبروك الذي تلقى عرضا من نادي السويحلي الليبي وهو بصدد دراسته. ... وكاري كاري يغلقه أما آخر من فرط فيهم النجم الساحلي فهو اللاعب النيجيري ايريك كاري كاري الذي التحق بصفوف نادي حمام الأنف حيث سيجد فيه أبناء منجي بحر الأداة التي من شأنها ان تضفي النجاعة المطلوبة على الخط الامامي للفريق... ليكون بذلك النجم الساحلي قد ساهم فعلا في إثراء رصيد أكثر من فريق بلاعبين مازال معظمهم قادرين على افتكاك مواقع طلائعية داخل تشكيلة زملاء رضوان الفالحي لذلك لم يقع التفريط فيهم بصفة نهائية لضمان عودتهم متى احتاجهم فريقهم... وعبر هذا التمشي استطاع مسؤولو النجم الساحلي ان يرسخوا قاعدة من المنتج الى المستهلك او لنقل التعاون المثمر مع بقية الفرق حفاظا على مقدرة من لم يتوفقوا في دخول قائمة ال 26 على العطاء بعيدا عن البطالة الكروية المبكرة التي سبق لها وأن أحالت أكثر من شاب يافع على «المعاش» فقط لأنه لم يكن من بين من اختارهم المدرب والحال ان امكاناته تخوّل له ان يحقق الاضافة لأكثر من فريق لا يقوى على انتداب الأجانب لقلة موارده المالية. المبروك في الشبيبة!؟؟ خلال الساعات القليلة الماضية راجت أخبار مفادها ان متوسط ميدان النجم حمدي المبروك الذي تردد انه التحق بنادي السويحلي الليبي في شكل إعارة قد يكون تراجع عن اختياره هذا بعد تلقيه لعرض من شبيبة القيروان انكب على دراسته من جميع جوانبه قبل ابداء رأيه النهائي.