سارع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الى إدانة عملية قتل أربعة مستوطنين بالخليل جنوبي الضفة الغربية وتبنّتها حركة «حماس» التي أعلنت في المقابل أن العملية أخرست المستخفّين بالمقاومة وأنها ماضية في نهج مقاومة الاحتلال والرد بقوة على جرائمه. عباس، الموجود في واشنطن للمشاركة في اطلاق المفاوضات المباشرة اعتبر أن العملية تهدف الى «التشويش على العملية السياسية». وجاء في بيان وزّعه مكتبه الاعلامي في واشنطن أنه «لا يمكن اعتبارها (العملية) من أعمال المقاومة». عملية بطولية لكن المتحدث باسم حركة «حماس» أيمن طه وصف العملية بالبطولية، وقال انها تمثل ردا طبيعيا على الجرائم اليومية التي تقوم بها قوات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني. وقال طه في مقابلة تلفزية ان «العملية تأتي أيضا لإخراس الأصوات المتحدثة عن توقف المقاومة واضمحلالها في الأراضي الفلسطينية». وأوضح طه أن ما تفعله «حماس» مختلف تماما عن أعمال حكومة رام اللّه وتنسيقها مع الاحتلال، وأن حركته تقود حربا على الاحتلال وما تقوم به تكتيك للخروج بأفضل نصر وأقل خسارة». وشدّد القيادي في «حماس» على أن حركته ستستمرّ في نهج المقاومة وأن لديها النية للدخول في سلسلة عمليات لرد الاحتلال عن جرائمه. وأكد طه أن «حماس» تبارك كل عمل يكون مدروسا وقاسيا على الاحتلال الصهيوني، موضحا أن عملية الخليل جاءت ردّا على الجرائم الصهيونية وليس على المفاوضات المباشرة المزمع استئنافها. وقد قتل المستوطنون الأربعة حين أطلقت النار على سيارتهم على طريق سريع مزدحم يستخدمه الفلسطينيون والمستوطنون اليهود في الأراضي المحتلة. تهديد ووعيد وتوعّد رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بمعاقبة المسؤولين عمّا سمّاه «سفك دماء المدنيين الاسرائيليين». ووعد نتنياهو بالعثور على مدبّري الهجوم ومنفّذيه ومعاقبتهم وكرّر عزمه على وضع أمن اسرائيل في صميم المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين. وقد أغلقت قوات الاحتلال عدة مناطق في الضفة الغربية وأقامت عددا من الحواجز على الطرق، بينما اعتقلت قوات الأمن الفلسطينية مئات النشطاء من «حماس» في اطار حملة أعقبت عملية الخليل، وفق تأكيدات الحركة. وقام جنود الاحتلال بعمليات تفتيش من بيت الى بيت في القرى القريبة من الخليل، كما وضع جيش الاحتلال قواته في حالة تأهب خشية وقوع هجمات أخرى. وكان وزير الحرب الصهيوني إيهود باراك توعد في بيان وزعه الليلة قبل الماضية بأن يدفع المسؤولون عن العملية الثمن. وقال باراك: «هذه محاولة في ما يبدو من قبل إرهابيين لتخريب محاولة إنجاز عملية ديبلوماسية ومحاولة للاضرار بفرص المحادثات التي تبدأ في واشنطن (اليوم)» حسب تعبيره. وفي خطوة احتجاجية على عملية الخليل أعلن مجلس المستوطنات اليهودية في الضفة عزمه على استئناف البناء الاستيطاني بعد دفن قتلى الخليل.