أمر رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس بتنفيذ عملية عسكرية واسعة في الضفة الغربية ردا على مقتل خمسة اسرائيليين من عائلة واحدة في مستوطنة «ايتمار» شرق نابلس بالضفة الغربية، فيما أعلنت كتائب شهداء الاقصى مجموعة الشهيد عماد مغنية مسؤوليتها عن العملية. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن نتنياهو قوله ان اسرائيل لن تمر مرور الكرام على ما أسماه الاعتداء «الارهابي» متوعدا بمعاقبة مرتكبيه .وأضاف ان اسرائيل ستعمل بحزم في سبيل الحفاظ على حياة مواطنيها . وطالب رئيس الوزراء في بيان صادر عن ديوانه السلطة الفلسطينية ورئيسها بتقديم المساعدة لاسرائيل من أجل إلقاء القبض على القتلة . من جانبها، قالت رئيسة المعارضة الاسرائيلية تسيبي ليفني ان الشعب في اسرائيل بأسره يشعر بالألم في أعقاب الاعتداء المروع في ايتمار وتؤيد الجيش الاسرائيلي في نشاطاته ضد ما أسمته «الارهاب». مجازر الاحتلال في غضون ذلك، أعلنت كتائب شهداء الاقصى مجموعة الشهيد عماد مغنية مسؤوليتها عن العملية، مضيفة ان مجموعة من افرادها نفذوا الهجوم. وقالت كتائب شهداء الاقصى في بيانها « تمكن مجاهد من كتائب شهداء الأقصى مجموعات الشهيد عماد مغنية من مهاجمة منزل للمستوطنين وقتل من كان بداخل المنزل». وأكد المجاهد حسب البيان انه تم قتل جميع من كان بداخل المنزل وهم خمسة أفراد، فيما اعترفت قوات الاحتلال بالعملية، هذا وقد عاد المجاهد الى قواعده سالما. وتأتي هذه العملية في إطار الرد الطبيعي على مجازر ومذابح الاحتلال بحق أهلنا في قطاع غزة والضفة الغربية» وفق ما جاء في بيان كتائب شهداء الأقصى. وكانت مصادر اسرئيلية أعلنت ان خمسة مستوطنين من عائلة واحدة قتلوا فجر أمس في عملية طعن نفذها فلسطيني بعد اقتحامه لمستوطنه ايتمار شرق نابلس . وتقول الرواية الاسرائيلية «ان عائلة مكونة من ستة اطفال والاب والام، كانوا داخل المنزل الذي اقتحمه الفلسطيني من النافذة، حيث توجه الى احد الغرف التي فيها اب وام وثلاثة أطفال وقتلهم وقطع رأس أحدهم، وانه تخطى غرفة فيها 3 أطفال استطاع اثنان منهم ان يفروا الى الجيران لاخبارهم بالحادث. وقالت مصادر محلية فلسطينية» في نابلس ان طائرات اسرائيلية وقوات كبيرة من الجيش والشرطة وسيارات اسعاف هرعت الى المكان ونقلت الجرحى والقتلى. وفرضت قوات الاحتلال الاسرائيلي، أمس السبت، حظر التجول على بلدة عورتا شرق مدينة نابلس، وأعلنت عن محافظة نابلس منطقة عسكرية مغلقة. وذكرت مصادر محلية أن قوات معززة من جيش الاحتلال اقتحمت البلدة، وفرضت حظر التجول، ومنعت المواطنين من أداء صلاة الفجر بالمسجد، وباشر الجنود بمداهمة منازل المواطنين وإخراجهم منها وتفتيشها، وقاموا باعتقال والاعتداء على بعض المواطنين. رد طبيعي وفي أول تعليق لها على الحادث، قالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي ان الهجوم الذي قتل فيه خمسة اسرائيليين في مستوطنة في الضفة الغربية «رد طبيعي» على «العدوان» الاسرائيلي ضد الفلسطينيين بدون ان تتبنى الهجوم. وقال أبو أحمد الناطق باسم سرايا القدس ان هذه «العملية الفدائية رد طبيعي للمقاومة على الاعتداءات الصهيونية». واضاف «من حق المقاومة الطبيعي الرد على الجرائم والاعتداءات الصهيونية». وردا على سؤال حول ما اذا كانت حركته تتبنى الهجوم، قال ابو احمد «لا يوجد اي تبن للعملية من قبل الحركة». ودعا ابو احمد عناصر منظمته «المجاهدين» والمقاتلين في فصائل «المقاومة» الاخرى الى «اغتنام اي فرصة لضرب العدو الصهيوني ومصالحه في اي مكان في الضفة الغربية او مناطق 1948 للرد على الاعتداءات المتواصلة ضد شعبنا في الضفة والقطاع». وعلى الجانب الآخر، حملت مصادر أمنية اسرائيلية الرئيس الفلسطيني محمود عباس مسؤولية العملية. ونقلت اذاعة جيش الاحتلال عن تلك المصادر قولها ان «افشال عباس المتعمد لكل محاولات احياء المفاوضات خلقت أجواء مناسبة ومتوترة لتنفيذ تلك العمليات» متهمة الرئيس الفلسطيني بعدم الجدية والخداع عن حديثه المتواصل عن رفضه للعمليات العسكرية. وقد أدان رئيس وزراء السلطة في رام اللّه عملية نابلس.