مكتب قفصة: صالح عميدي «الشروق»: يكتسي الاحتفاء بأجواء شهر رمضان بولاية قفصة طابعا خاصا بمدن الحوض المنجمي بكل من الرديف أم العرائيس والمظيلة والمتلوي منذ القديم ولكن اختفت هذه العادات والتقاليد بحكم تبدل العصر وتغيير الظروف الاقتصادية والاجتماعية والثقافية فقد ظلت هذه العادات ذكريات جميلة يسردها الآباء والاجداد للأحفاد حيث كانت السهرات تعقد بين الرجال داخل المتاجر في ظل انعدام المقاهي في حين يسهر الشباب داخل الاحياء اي الحوم لتبادل الحكايات في الوقت ذاته تتحلق النسوة داخل البيوت لتجاذب أطراف الحديث. في ظل عدم وجود التلفزة ووسائل الاتصال الحديثة وأغلب الحكايات والاحاديث خلال مسامرات كانت تدور حول أهوال العمل داخل الداموس المظلم ومغامرات الاجداد في سبر اغوار هذا العالم المجهول مع بدايات القرن الماضي، وربما هذه الاجواء وفرت للأبناء والكتاب مضامين وموضوعات استلهموها وهم أطفال صغار لتصبح موضوعات المؤلفات أدبية لرائعة مثل «يوم من أيام زمرة» لمحمد صالح الجابري و«زغاريد ودموع» لابراهيم بن سلطان «شبابيك منتصف الليل» لابراهيم الدرغوثي هذا عن المسامرات الليلية. في حين يقضي الرجال النهار في العمل داخل الداموس يقضي الشيوخ الوقت في لعب لعبة «الخربقة» والاطفال والشباب «الروندا» والنساء في لعبة «السيق» وهي لعبة شعبية عبارة عن أعواد من النخيل نظرا لقرب هذه المدن من ولاية توزر... أما اليوم فقد انقرضت أغلب هذه الالعاب والعادات فأصبح النوم الهواية المفضلة لأغلب من لا عمل لهم من أطفال وشباب ونساء. وأصبحت المقاهي المكان المفضل للشباب حيث يسهرون الى غاية الفجر، كجل مدن الجمهورية، في حين يحافظ الشيوخ على العادات الدينية لهذا الشهر من خلال التعبد والذكر في حين تقوم النساء بزيارة الاقارب والاجوار داخل البيوت أو مشاهدة التلفزة.