تتنوع وتختلف البرمجة الرمضانية على غرار بقية أشهر السنة ولئن تعوّد المشاهد على نوعية معينة تقدم في الشبكة الرمضانية فإن الدور الكبير يوكل إلى المنتجين والمخرجين والمبدعين بالقنوات التلفزية... فقد اعتاد المشاهد التونسي على مستوى معين يقدم له على الشاشة الصغيرة وخاصة السلسلات الهزلية والسيتكوم وفي البرمجة الرمضانية هذه السنة قدمت لنا قناة نسمةTV سلسلة من نوع السيتكوم تحت عنوان «نسيبتي العزيزة» من إخراج صلاح الدين الصيد... هذه السلسلة التي تحاول أن تلج إلى قلوب المشاهدين بطريقة غير شرعية، فعندما نرى ممثلة قديرة ومحترمة كمنى نور الدين التي أمتعتنا بأدوارها في عدّة مسلسلات تلك المرأة التونسية «البلدية» والأم المتوازنة التي دخلت في قلوب كل الناس فإنما دورها في سلسلة «نسيبتي العزيزة» الذي يتهكم على اللهجة الصفاقسية يضعها في محاسبة نفسها ومراجعة مشوارها الفني، فقد قدمت هذه اللهجة المحترمة بطريقة كاريكاتورية مضحكة وساخرة وبالغت في أداء هذه اللهجة وخاصة أنها لم تتقنها كما يجب وجعلتها محلّ سخرية ونسيت أن هذه اللهجة جزء من الثقافة التونسية وثرية بموروث حضاري هام يميّز جهة صفاقس عن بقية الجهات كما أنّ لصفاقس مبدعين وممثلين أكفاء يقدمون الإضافة في الساحة الفنية والدرامية والتلفزية يعوّل عليهم في مثل هذه الأدوار وتزخر بطاقات عالية... وتعودنا في تونس على احترام الآخر والتسامح والتحاور وهذه شيم دأب عليها كل فنان ومبدع تونسي وتأكدت هذه الشيم بمبدعينا وفنانينا الذين سبقونا وعودتنا السيدة منى نور الدين على هذا الاحترام والتسامح فلا ننسى مسرحية «الماريشال عمّار» ا لمشهرة ومجموعة هامة من الأعمال التلفزية الناجحة التي جعلت من منى نور الدين اسما لامعا في تونس وفي العالم العربي.