أقدم متطرفون صهاينة الليلة قبل الماضية على تمزيق نسخ من المصحف الشريف وداسوا عليها بأقدامهم في أحد شوارع القدسالغربية وفق ما أكد شهود عيان ومصادر رسمية فلسطينية. وقال محمد منير من سكان واد الجوز، والطالب في جامعة بيت لحم، انه شاهد لدى عودته من عمله في شارع يافا بالقدسالغربية، اوراقا ممزقة من صفحات من المصحف وملقاة على الارض، ولدى قيامه بجمعها قام متطرفون يهود بالاعتداء عليه بالركل وواجه اهانات عنصرية من المارة. اعتداءات وإهانات وقال: «أثناء مروري وسط الشارع وجدت على الارض أوراقا فاعتقدت في البداية انها أوراق عادية أو أوراق توراة، وعندما امعنت النظر فيها فإذا هي بأوراق القرآن الكريم ممزقة وملقاة على الارض وكل الناس تدوس عليها» حسب ما نقلت عنه وكالة «معا» الفلسطينية. وتابع: «استفزني الموقف وجلست حوالي 10 دقائق وأنا أجمع أوراق القرآن الكريم، والتي ألقيت على الارض وبينما كنت أقوم بجمعها تعرضت للشتائم من قبل متطرفين وسمعت عبارات عنصرية من قبل عابري الطريق وعندما أوشكت على الانتهاء من ذلك جاءني متطرف من الخلف وركلني برجله». إدانة وتحذير وقد أدانت وزارة الإعلام الفلسطينية أمس، قيام متطرفين يهود، بتمزيق نسخ من المصحف الكريم ودهسه بأقدامهم وسط شارع يافا بالقدسالمحتلة، كما أدانت سعي جماعات يهودية لإقامة كنيس يهودي ملاصق للمسجد الأقصى. وقالت الوزارة، إنها تنظر بريبة عالية إلى الفعل المشين الذى نفذته قوى التطرف اليهودي بإهانتها ودهسها أوراق المصحف الشريف والذي ينم عن عقلية مصابة بالاحتقان وضيق الأفق وإهانة الكتب السماوية وتسعى لإشعال فتيل صراع ديني خطير بعد العاصفة التي أحدثها القس الأمريكي المتطرف تيري جونز، فيما حثت الهيئات والمجالس الدينية وأتباع الرسالات السماوية على إدانة أفعال المتطرفين في شارع يافا والوقوف في وجه إرهابهم الديني الأسود. وأشارت إلى أن هذه الممارسات تحول الحديث عن السلام والجهود الدبلوماسية إلى مجرد خرافة ممجوجة، وتؤدي إلى نسف فعلي لتسوية تقود إلى سلام شامل وعادل ودائم يعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة وفق القرارات والمواثيق الدولية. ولفتت إلى أن الإعلان عن إقامة آلاف الوحدات الاستيطانية جنوبالقدس وغرب رام الله يكشف عن نوايا إسرائيل الحقيقية بشأن السلام الذي تريده على طريقتها، داعية المنظمات الدولية وفي طليعتها منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم «اليونسكو» للمحافظة على الإرث التاريخي من القرصنة وحمايته بشتى السبل. ودعت الهيئات الدولية الراعية للمفاوضات وفي مقدمتها إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما واللجنة الرباعية الدولية وأنصار السلام إلى عدم الاكتفاء بإدانة إسرائيل بالأقوال وإنما بكبح تصرفاتها العدوانية وإرغامها على الرضوخ لقرارات الشرعية الدولية قبل أن يتحول الحديث عن السلام إلى «نكتة الموسم وخرافة العصر».