حذّر «حزب الله» امس من «أم الفتن» في لبنان وذلك على خلفية استدعاء القضاء المدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيد للتحقيق معه في موضوع «تهديد» رئيس الحكومة وجدد الحزب دعوته الى التراجع عن هذه الخطوة وإلى وقف التحريض المذهبي في البلاد. وقال النائب عن «حزب الله» في البرلمان اللبناني حسن فضل الله ان «الخطاب التحريضي المذهبي» الذي يرافق المسألة وتصنيف الرئاسات والقوى السياسية والمواقف على أساس مذهبي تنذر بفتنة خطيرة ربما لم يشهدها لبنان من قبل. خطاب فتنوي وأضاف فضل الله ان على الجميع ان يتنبهوا الى خطورة هذا الأمر وإلى الكف عن الخطاب الفتنوي، معتبرا ان «فريق رئيس الحكومة (سعد الحريري) عمد الي إثارة النعرات المذهبية وخرج عن كل الأدبيات والأعراف السياسية». وأشار فضل الله الى ما سماه «مذهبة الأحزاب والرئاسات» مؤكدا ان «الرؤساء هم في مواقع وطنية دستورية وليسوا زعماء لمذاهبهم بل يخضعون للمساءلة وانتقاد رئيس الحكومة لا يعني مذهبا او طائفة». من جانبه ذكّر نائب أمين عام «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم بأنه كان يوجد اتفاق اسمه التهدئة على قاعدة ان لا يتم التعرض للقضايا الخلافية المعقّدة التي تحتاج الى حلول تساعد على إخراج البلد من المأزق وخاصة في ما يتعلق بالقرار الظني والمحكمة الدولية ومازلنا في الانتظار ولكن المفاجأة ان الفريق الآخر (فريق 14 آذار وتيار المستقبل) اختار مجموعة من العناوين التي يحاول من خلالها ان يربك الساحة وأن يخرق الهدنة السياسية الاعلامية وأن يسلط الضوء على مواضيع ليست في محلها، حسب تعبيره. وأضاف قاسم انه من المعيب جدا ان يخرج أعضاء من تيار «المستقبل» او «14 آذار» ويطرحون الشعار المذهبي للتحريض وإثارة البلبلة في وقت يستطيعون فيه الردّ على أي طرح سياسي مخالف برأي سياسي مخالف وليحكم الناس على هذه الآراء. وتابع قاسم القول «إننا اليوم نرى تصعيدا مذهبيا فتنويا اذ يحاول هؤلاء أخذ البلد الى قضايا هامشية وجانبية لإبعاد النظر عن شهود الزور واتهام اسرائيل ولتهيئة المناخات لإثارة سياسة خارج دائرة المألوف. واعتبر قاسم ان فريق المستقبل خاصة يحاول ان يعوض نقاط الضعف التي يعيشها اليوم بسبب متانة موقف «حزب الله» والمعارضة من قضية شهود الزور وقضية اتهام اسرائيل ليأخذ البلد الى محل آخر لكن هذا لن يحصل. وأشار نائب نصر الله الى أن «حزب الله» متنبه لوأد الفتنة ومنع دعاتها من ان يجدوا مجالا لترويجها والوصول اليها وعلينا ان نفهم الخلفيات في هذا الاتجاه. لا انقلاب من جانبه أكد اللواء جميل السيد عدم وجود اي انقلاب في لبنان. وقال السيد خلال مؤتمر صحفي عقده بعد عودته من باريس في مطار بيروت الدولي «ليس هناك اي صراع مع الدولة والقضاء والأمن كما يحلو لبعض فرقاء فريق السلطة و14 آذار أن يقولوا لكي يستجلبوا تدخلات خارجية الى لبنان». وقد نظّم «حزب الله» للواء السيد استقبالا حاشدا. ورفض السيد فور وصوله الى بيروت تنفيذ طلب استدعائه مشترطا أولا تنحية المدّعي العام التمييزي سعيد ميرزا عن القضية بسبب ما قال انه «عداوة شخصية» معه. وقال السيد: انا تحت القضاء ولكن لن أمثل قبل تنحية ميرزا». وكرر السيد مطالبته بمحاسبة «شهود الزور» في قضية اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري والذين أدت افاداتهم الى سجنه ب 4 سنوات مهددا بمحاسبتهم في الشارع إن لم يحاسبهم القضاء.