بعد البداية المتعثرة التي أدت الى تغييرات جذرية شملت تركيبة الجهاز الفني وتحويرات حتى على مستوى لجنة كرة القدم حيث ظهرت بعض الاسماء واختفت أسماء عبرت عن عدم رضاها وعدم موافقتها لبعض الاختيارات وبعض القرارات على مستوى تركيبة الجهاز الفني وكذلك بعض الانتدابات... واصلت الشبيبة تحضيراتها واستعداداتها لبقية مشوار البطولة بما توفر من امكانيات بشرية ومادية على أمل أن يظهر الفريق بوجه أفضل بعد الفوز الثمين على النادي الافريقي وبعد الانتدابات الهامة التي قامت بها ادارة النادي على مستوى الكم والكيف... تحضيرات «الجي آس كا» خلال فترة توقف نشاط البطولة تحت اشراف المدرب سفيان الحيدوسي كانت جيدة في الجملة رغم عدم تألق الفريق في الوديات باستثناء اللقاء الاخير أمام فريق أمل حمام سوسة لكن الاجواء سواء داخل الفريق أو في الشارع الرياضي القيرواني أي في كواليس ومجالس أحباء وأنصار الأخضر والأبيض لم تخل من السلبيات والاتهامات وبعض الاخطاء التي تبقى في حاجة للمراجعة حتى يظهر الفريق بوجه أفضل خلال المرحلة القادمة من مشوار البطولة... دقت ساعة الجد والجميع يتمنى أن تكون الشبيبة بخير وفي صحة جيدة بعد ان شهد الجميع على ساعة الجد... لكن في المقابل تبقى بعض السلبيات والمشاكل ونقاط الاستفهام في حاجة للاجابة نورد بعضها في السياق التالي: سلبي (1) انضباط مفقود!! بعض اللاعبين الذين انتدبتهم الشبيبة من اندية معروفة مثل الترجي الرياضي التونسي والنادي الافريقي وحتى قوافل قفصة مثل نبيل التليجاني الذي رفض البقاء على بنك الاحتياطيين مع المدرب السابق الحبيب الماجري وطالب بفسخ عقده وكان له ما أراد وتحول الى القوافل وكذلك حسين جابر من الشبيبة رغم أنهم كانوا خارج قائمة 26 في أنديتهم وتم الاستغناء عن خدماتهم... هؤلاء اللاعبون أصبحوا يصرحون في العلن والسر أن مكانهم لا يمكن أن يكون الا في التشكيلة الأساسية دون اعتبار رؤية الجهاز الفني أو اختياراته الفنية. المهاجم حسني الدردوري انتقد بشدة مدربه الحبيب الماجري لما وضعه على بنك الاحتياطيين في الجولة الثانية أمام الملعب التونسي حسين جابر رفض المشاركة خلال التربص الأول في سوسة ضد فريق سبورتينغ المكنين في اللقاء الودي لما أراد أن يشركه المدرب سفيان الحيدوسي في الفترة الأخيرة من المباراة... وفعل بالمثل وليد التايب يوم الخميس الفارط خلال اللقاء التطبيقي والفريق يستعد في تربص بالمنستير لمواجهة مستقبل الرياضي بالمرسى أول أمس. التايب غضب على المدرب وقرر مغادرة مقر التربص لما شركه الحيدوسي مع الفريق الثاني... تصرفات غريبة ولا مسؤولة من لاعبين ليس لهم في الحقيقة مكانا في الشبيبة فلا أحد استطاع تبرير مثل هذه المواقف التي صدرت من لاعبين كانوا ينتمون إلى أندية كبرى، ويعرفون جيدا حقوقهم وواجباتهم ومثلما سبق للدردوري ودخيللي وجابر وبن رجب المثول أمام مجلس التأديب أكيد أن اللاعب وليد التايب سيلقى نفس المصير... لكن السؤال المطروح: هل أن العقوبات المالية هي الحل في ظل تواصل تسيب اللاعبين وهو ما يمكن أن يؤثر سلبا على الاجواء داخل الفريق..؟ سلبي (2) التصدي للتكتلات في نفس الاطار نلفت نظر الهيئة والمسؤولين في لجنة كرة القدم الى ضرورة التصدي لبعض التكتلات بين اللاعبين فهذه الظاهرة سجلت حضورها بقوة هذا الموسم... اللاعبون المنتدبون من النادي الافريقي مع بعضهم البعض والعناصر المنتدبة من الترجي الرياضي التونسي مع بعضهم البعض وأبناء الجمعية مع بعضهم البعض وبقية العناصر يمثلون مجموعة أحرار مع بعضهم البعض أيضا... ونعتقد أن هذا لا يخدم مصلحة الشبيبة بعد أن سجلت بعض الحصص التدريبية سوء تفاهم بين بعض العناصر فلابد من معالجة الامر في أسرع وقت حتى لا تصبح الأمور أخطر في قادم الجولات... نسوق هذه الملاحظة دون مزيد الدخول في التفاصيل التي أكيد أنها لا تخفى على بعض المسؤولين. سلبي (3) ويتواصل النزيف بعد التفريط في المهاجم أمير اليعقوبي وما أساله هذا القرار من حبر وما أثاره من استياء وغضب في صفوف الاحباء.... أفاق الشارع الرياضي على صدمة جديدة... لا يقل وضعها عن الصدمة الأولى وتتمثل في إلتحاق المدافع الشاب لفريق الاواسط طه عمارة بنادي الوكرة القطري..... قضية جديدة تطفو على سطح الاحداث خاصة وأن هذا اللاعب الشاب يتمتع بمؤهلات فنية وبدنية كبيرة أهلته ليكون محل متابعة من الفريق القطري الذي حل في تونس الموسم الماضي وأجرى لقاء وديا مع أواسط الشبيبة ولاحظ امكانيات عمارة ومنذ ذلك الوقت تحركت بعض الاطراف لتحويل وجهة هذا اللاعب بعد الاغراءات الكبيرة التي تقدم بها هذا الفريق للاعب مما جعله يوافق حتى على الحصول على الجنسية القطرية لضمه الى المنتخب الأولمبي القطري الهيئة المديرة للشبيبة قالت ان اللاعب يربطه عقد مع الفريق لمدة خمس سنوات ولا يمكنه المواصلة مع الفريقي القطري بدون ترخيص رسمي من ادارة الشبيبة... ربما هنالك أطراف أخرى تؤكد وجود عملية سمسرة في العملية بما أن اللاعب طه عمارة كان من ضمن 6 لاعبين شبان الذين أمضوا عقودا مع الفريق وهم من الأواسط ولكن تم بفعل فاعل تعطيل ارسال ملفه الى الجامعة لأنه ينقصه الملف الطبي وبالتالي فهو مازال لاعبا هاويا قد لا تتمتع الشبيبة الا بمنحة التكوين التي أقرت بها الجامعة الدولية لكرة القدم (50 ألف دينار)... رأي آخر يؤكد أن عمارة سيعود للشبيبة لأنه ابن الجمعية وبإمكان الادارة ايداع ملفه الى الجامعة في أي وقت طالما أنه أمضى بصفة قانونية. لكن هل يمكن قبول ملف اللاعب دون أن يكون مصحوبا بملف طبي..؟ قضية خروج اللاعب طه عمارة يكتنفها الكثير من الغموض، لذلك لابد من فتح تحقيق في ظل الاتهامات التي يوجهها الاحباء لبعض الاطراف... فلمصلحة من هروب هذا اللاعب والتحاقه بفريق وكرة القطري...؟ ومن المسؤول...؟ ومن يقف وراء هذه الصفقة...؟ الشارع الرياضي يؤكد وجود أياد خفية هم أبطال عملية المستمرة بينما تكتفي الهيئة بالصمت وتؤكد على أنه اختيار من اللاعب.... سلبي (4) التقييم في مصلحة من؟ رغم أننا دائما ننادي بالاصلاح ولم الشمل والوئام والجلوس على طاولة واحدة للنقاش ومعالجة بعض المواقف واتخاذ القرارات السليمة التي من شأنها أن تؤثر ايجابا على الاجواء داخل الفريق خاصة وان عديد الاختيارات كانت خاطئة منذ البداية وتميزت بعض القرارات بالارتجالية والعشوائية وهو ما أثر سلبا على نتائج الفريق الذي دخل في أزمة نتائج وأزمة ثقة ولو لا الانتصار على النادي الافريقي لكانت وضعية الشبيبة ستتعقد أكثر على جميع المستويات، وربما كانت ستطير بعض الرؤوس الاخرى بعد ان طارت رؤوس كامل تركيبة الجهاز الفني السابق ولم يسلم حتى رأس طبيب الفريق!!.. ورغم أن «الشروق» تسوق ملاحظاتها وتلفت نظر الهيئة في اطار ما تسمح به المصداقية والنزاهة والنقد البناء، ولكن الغريب أنه مازال هناك من المسؤولين في الشبيبة من لا يروق لهم ذكر سوى الاشياء الايجابية وما عدا ذلك فإنه يدخل في اطار «التنبير» والعراقيل وكشف للحال والاحوال ونشر الغسيل!! هذا الامر جعل العلاقة تتوتر وتتصدع بين بعض أعضاء الهيئة المديرة ورجال الاعلام في الجهة وكأن أهل القرار في الشبيبة لا يدركون أنه لم يعد هناك شيء يمكن اخفاؤه عن القاعدة الجماهيرية الكبيرة من أنصار وأحباء الاخضر والابيض الذين يريدون أن يعرفوا كل كبيرة وصغيرة عن فريقهم وهو قدر الاندية العريقة... تراهم يتوجهون باللوم في مجالسهم وفي السر والعلن عما نذكر في كتاباتنا من سلبيات بالرغم أنهم يدركون تمام الادراك بأننا ملتزمون مع قرائنا ولا نبحث أبدا عن الاثارة بقدر ما يهمنا انارة الطريق والاصلاح لما فيه مصلحة الشبيبة لا غير.