لوسيان بولاسترون - دار محمد علي الحامي: صفاقس 2010 هذا الكتاب صدر بلغته الأصلية أعني الفرنسية عام 2004 عن منشورات «دونوال» الفرنسية وترجمه إلى العربية هاشم صالح ومحمد مخلوف نشرته في البداية وزارة الثقافة والفنون والتراث بدولة قطر وصدر هذه الأيام عن دار محمد علي الحامي بصفاقس. وفي التقديم الذي كتبه مدير إدارة البحوث والدراسات الثقافية المشرفة على تعريب هذا العمل ونشره نقرأه بالخصوص: يجوز اعتبار هذا الكتاب موسوعة شاملة لتاريخ المكتبات من الأزمان الغابرة إلى تاريخ اليوم في عصرنا الرقمي... وقد خصص فصولا متعددة لجميع الحضارات من مختلف القارات كما حبا مكتبة الاسكندرية بنصيب الأسد...». يشتمل الكتاب على ثلاثة عشر فصلا وملاحق وهوامش: وهو «يسطر كما نقرأ على الصفحة الخلفية للغلاف تاريخ العمليات الكبرى لتدمير المكتبات منذ الصين في عهد سلالة كينغ وصولا إلى الكوارث المعاصرة، من حريق الاسكندرية إلى التهاب سراييفو سنة 1992 مرورا بروما وكتيزيفون وبغداد (جنكيزخان) ثم شرور محاكم التفتيش ثم الثورة الفرنسية». تقدّم هذه الفصول الثلاثة عشر نص كتبه الباحث التونسي حمادي بن جاب الله «دحض فيه نهائيا الخرافة المتداولة القائلة بتدمير مكتبة الاسكندرية على يدي عمرو بن العاص بأمر من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب». أما بقية الفصول فقد جاء الفصل الأول بلا عنوان وقد تعرض إلى أهمية المكتبات منذ العصور الغابرة وقدم نماذج لمكتبات تعرضت ليد الشر وتطرق الفصل الثاني الذي اتخذ له الباحث عنوان «في مهد المكتبات» إلى المكتبات في الحضارات القديمة لدى الأشوريين مثلا أو الفرس... وبحث الفصل الثالث في «عصر ورق البردي لصلته بالكتابة والكتاب فتحدث عن مصر ومكتبة الاسكندرية ثم عن أثينا وعن روما وعن القسطنطينية الفصل الرابع من الكتاب عنوانه «إسلام البدايات الأولى ودرس فيه الباحث المكتبات وتطورها وما تعرض لها بعضها من تدمير الفصل الخامس عنوانه «أهل الكتاب» واستعرض في جملته ما تعرضت له كتب الديانات الثلاث من حرق وتدمير. وانتقل الباحث في الفصل السادس إلى منطقة آسيا قبل القرن العشرين وتحدث عن تاريخ الكتاب والمكتبات في هذا الإقليم وما تعرضت له بعض المكتبات من تلف وتدمير في الصين وفي الهند. واهتم الفصل السابع ب«الغرب المسيحي» فتحدث عن التفتيش في إسبانيا الكاثولوكية وفي غيرها من الأماكن الأخرى في أمريكا الشمالية والجنوبية. وتطرق الفصل الثامن إلى المكتبات في الغرب من العصر الوسيط إلى عصر الثورات وما تعرضت إليه هذه المكتبات من نهب وتدمير وتحدث الفصل التاسع عمّا أسماهم الباحث «مدمري المكتبات الجدد» خلال الحرب الألمانية الفرنسية مثلا سنة 1870 وخلال الحرب الثانية وقام الفصل العاشر بجولة حول العالم في نهايات القرن العشرين بين رفوف المكتبات في الاتحاد السوفياتي وفي الصين في كمبوديا وفي سريلانكا في كشمير وفي كوبا في فرنسا وفي غيرها من المناطق الأخرى»... «خسائر السلام» هو عنوان الفصل الحادي عشر وقد تطرق فيه الباحث إلى عوامل أخرى تهدد المكتبات منها عوامل الطبيعة والسرقة واختفاء مالكيها واستعرض الفصل الثاني عشر «عوائق الحداثة» وأثارها على الكتاب والمكتبات أما الفصل الثالث عشر والأخير فقد خاض في الكتاب الالكتروني في مزاياه ومساوئه.