يدرس الكتاب كما يشير إلى ذلك عنوانه «التحولات النحلية في الاجتماع المحلي التونسي الحديث» وقد اتخذ الباحث من حالة محلة طبلبة لإنجاز دراسته هذه إذ يقول مقدما الكتاب «..من خلال سيرورة الاجتماع بمحلة طبلبة سنحاول من خلال تهيئة مفاهيمية جادة معرفة بعض خصائص التحول الانتحالي بالاجتماع التونسي الحديث...». يتشكل الكتاب في مجمله من مقدمة وثلاثة عشر فصلا وخاتمة عامة وقائمة بالمراجع. تعرضت المقدمة إلى ماهية السؤال الأناسي وإلى ماهية النحلة وإلى مفهومي التقليدية والحداثة وتحدثت عن وسائل البحث والاختيارات المنهجية وعن صعوبات البحث ومجالاته. اهتم الفصل الأول من الكتاب بما سماه الباحث «الموقع والانتحال التسموي» وقد تطرق إلى موقع البلدة ووسطها الطبيعي وبحث في تسميتها وفي التسميات المواقعية بالبلدة. الفصل الثاني تحدث عن «التأسيس وإعادة التأسيس أي عن تأسيس البلدة الأولى ثم إعادة تأسيسها فيما بعد وقد تطرق في مضمار هذا التأسيس إلى فئات ثلاث هي أولا الفئة البلدية والفئة العباسية ثانيا والفئة الشبيلية ثالثا وتحدث الفصل في فقرة ثانية عن «أصول التراتيب الاجتماعي التقليدي». الفصل الثالث تطرق إلى ما أسماه الباحث «سيرورة تشكل الحمى» فتحدث فيه عن الحمى والحموية والتحمية» وعن النواة الأولى لطبلبة المعاد تأسيسها وعن «الملكيات البحرية» وعن «جزيرة أهل طبلبة» وعن «الموجهات الرئيسية» للسيرورة التحموية التقليدية وعن الفضاء المعماري الحديث وتكوّن حماه... أمّا الفصل الرابع فقد عدد وظائف الولايات وتحدث عن حمويتها فتحدث أولا عن الوليين المعيدين لتأسيس البلدة «سيدي عباس البكوش وابنه» سيدي عبدالعزيز بن عياش وقدم دراسة في «المنقبيات والوظيفة التاريخية» وتحدث بعد ذلك عن كرامات الشيخين وعن حداثية الولي معيد التأسيس وعن الولاية بحي «البلدية». الفصل الخامس من الكتاب جاء عنوانه كما يلي «سيرورة الأذواق الشعرية والموسيقية» في الاجتماع المحلي: سياقات المنتجين والمستهلكين والهيمنات التصنيفية: وقد تطرق الباحث في مستهل هذا الفصل إلى المسألة والمشكلية واختيار المقاربة ثم تحدث عما أسماه الحدث الشعري مذكرا بأن أول شاعر طبلبي كان «أحمد بن عروس» ثم طرح سؤالا مفاده لماذا لم يمل رجال طبلبة إلى إبداع الشعر؟ وتحدث بعد ذلك عن الشعر الجماعي وعن الشعر النسائي وعن الشعر اللهجوي الرجولي... الفصل السادس تعرض إلى «رمزيات الانتحال الخرافي ووظيفته النقدية» فتحدث في مستهله عن طبيعة الخرافة ثم عن الذخيرة الخرافية وقدم في مرحلة ثالثة منه «قراءة في التخريفة الطبلبية». واعتنى الفصل السابع بالرياضات التقليدية فقدم خصائصها وسيرورة تدميرها واستعرض في هذا المجال أربعة أصناف من هذه الرياضات. وخاض الفصل الثامن في مسألة الطب والأطباء فتحدث عن «سيرورة الانتقال من التقليدية إلى الحداثة» وتبين الفصل التاسع من الكتاب عوامل انهيار اللباس الأصيل وبحث الفصل العاشر في «الاحتشاد التقليدي وكيفية النشأة الانتحالية والنمو». واهتم الفصل الحادي عشر بتنظيم المهن التراثية في النصف الأول من القرن العشرين وعلاقتها بالسياق الاجتماعي. في حين تحدث الفصل الثاني عشر عن التحولات الانتحالية في الحيوية الجمعوية (19371963) وانتهى الكتاب بالفصل الثالث عشر الذي أبرز المميزات النفسية الاجتماعية لحركة جانفي 1952 بطبلبة.