الدكتور الأخضر نصيري : كلية الآداب والعلوم الإنسانية صفاقس 2010 يتألف الكتاب من قسمين كبيرين في كل قسم منها فصلان وقبل هذين القسمين نجد تصديرا ومقدمة عامة وبعد القسمين نجد خاتمة عامة وملخصا باللغة الفرنسية وملاحق وقائمة بالمراجع. التصدير الذي كتبه الأستاذ الدكتور البشير العربي تحدث عن أهمية دراسة المجتمع التونسي دراسة سوسيو ديمغرافية وذكر «أنها تتطلب مزيدا من التعمق والإثراء» وذكر أيضا أن في هذا البحث «جملة من المؤشرات المتعلقة بالنمو السكاني ذهب إليها الباحث بالاعتماد على تأطير نظري هام اتبع فيه منهجية جمعت بين تحليل المضمون والوثائق الإحصائيات ونتائج الأعمال الميدانية وطرح التصدير بعد ذلك مجمل التساؤلات التي أثارها البحث. أما المقدمة العامة فقد تعرضت إلى دواعي الدراسة وعددت مرتكزاتها وحوصلت ما ورد في قسميها في فقرتين ثم بينت المنهجية المعتمدة في الدراسة والتي اعتمدت المصدر التاريخي والمنهج الوصفي التحليلي والملاحظة بالمشاركة والاستمارة والمقابلة المباشرة. القسم الأول من البحث تطرق إلى «تاريخية المسألة الديمغرافية في الثقافة العربية والإسلامية» فتحدث في فصله الأول عن إشكالياتها وقدم الملامح الأولى للفكر الديمغرافي في المخزون الثقافي العربي والإسلامي وفي فكر ابن خلدون والعمران البشري وتحدث الفصل أيضا عن المسألة الديمغرافية في الثقافة الغربية وعن تأثيرات المجتمع التونسي على السكان. واهتم الفصل الثاني من القسم الأول بالبعد السكاني في الثقافة التونسية فتحدث عن سكان تونس ما بين 1881 و1956 وعدد ما سماها الباحث «الدواعي المنطقية لدراسة المسألة السكانية وبين الفصل أن علاقة السكان بالتنمية هي علاقة تلازمية ثم استعرض تأثيرات السياسات السكانية على البنية الديمغرافية وتحدث عن التحولات الديمغرافية بين 19562004 وعن التغير الاجتماعي وتأثيراته على مؤسسة الأسرة. القسم الثاني الكبير في الكتاب كرسه الباحث للحديث عن «الثقافة السكانية وتأثيراتها على نسق البنية الديمغرافية» وقد بحث فصله الأول في مسألة «تحديث سلوك الأفراد» وفي مسألة «التواصل وتنظيم الأسرة ومسألة الإنجاب حسب المخيال الجماعي وقدم الفصل في نهايته «النتائج المتوصل إليها في البحثين الميدانيين. أما فصله الثاني فقد خصصه الدارس للبحث في السكان والتنمية في ضوء تحديات القرن الحادي والعشرين وتحدث فيه عن تنمية الموارد البشرية في ظل المتغيرات العالمية وعن الوضع الاجتماعي والاقتصادي للسكان وعدد خصائص الوضع السكاني الجديد وقدم تطبيقات نظرية الانتقال الديمغرافي واستشرف في نهايته التحديات والآفاق.