قال الله تعالى: {ولقد عهدنا الى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما} (طه آية 115) فالنسيان حظ مقسوم للبشر، لا يستعصي عليه كبير أو جليل فآدم أبو البشر قد نال نصيبه من النسيان. وكذلك موسى مع فتاه: {فلمّا بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما} (الكهف آية 61) ويعود الى النسيان مع العبد الصالح (الخضر) فيقول{لا تؤاخذني بما نسيت} (الكهف آية 73) وغيرهما فالرسول صلى الله عليه وسلم حسب ما ذكر في كتب السيرة قد نسي ذات مرة. وقد نصحنا القرآن في هذه الحالة {واذكر ربّك إذا نسيت وقل عسى أن يهديني ربّي لأقرب من هذا رشدا} (الكهف آية 24) لكن هناك نسيان ترك الواجبات بالاهمال، والتقصير، والاعراض يحاسب عليه الانسان، فقد قال تعالى: {ومن أعرض عن ذكري فإنّ له معيشة ضنكا} (طه آية 224). وهناك أمور من الأفضل نسيانها، كالأحقاد، والضغائن، وهي إمساك العداوة في القلب، والتربص بفرصتها، وأن يحذر الانسان الوسوسة، وهو الحديث الذي فيه شرّ، ولا نفع فيه، وينحرف صاحبه عن الصّواب {ربّنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا} (آل عمران آية 8)، إذ إن كان النسيان عن قصد وتعمّد وإهمال فإن اللّه يحاسب عبده عليه، وإن كان غير ذلك فهو قريب من مواطن العفو والمغفرة {ربّنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} (البقرة آية 286). قال تعالى: {واذكر ربّك إذا نسيت} (الكهف آية 24)، {ولا تكونوا كالّذين نسوا اللّه فأنساهم أنفسهم} (الحشر آية 19).