كيف يمكن مساعدة الطالب الجديد على فهم الحياة الجامعية فهما صحيحا؟ وكيف يمكن مساعدة المتميزين منهم في المرحلة الثانوية على مواصلة تميزهم في الجامعة وتعليمهم العالي؟ وما هو دور الأسرة والجامعة في عملية تأطير الطالب الجديد ومساعدته على تخطي مرحلة تعليمه العالي بنجاح وتميز؟ هذه الأسئلة وغيرها سيجيب عنها الدكتور والباحث والأستاذ الجامعي السيد عبد الحميد الزائر في محاولة منا لمساعدة الطلبة الجدد على فهم بعض النقاط المبهمة وغير الواضحة في علاقتهم بهذه المرحلة الدراسية الجديدة وأقصد بذلك المرحلة الجامعية أو مرحلة التعليم العالي . يقول الأستاذ عبد الحميد الزائر في بداية حديثه انه من الطبيعي أن يواجه عدد من الطلبة الجدد جملة من المشاكل والاشكاليات خاصة منها الفهم الخاطئ للجامعة والنظر اليها باعتبارها مرحلة الحرية وعدم الانضباط وفي هذه الحالة لا يسعنا الا أن نوضح لهؤلاء الطلبة أن الحياة الجامعية تمثل تحولا في حياة التلميذ المحرز على شهادة الباكالوريا وأنها تعتبر محطة جديدة تضاف اليها المحطات السابقة من الابتدائي الى الثانوي الى التعليم العالي . شكل جديد وطرق مختلفة فالدراسة الجامعية تختلف في أشكالها وطرق تدريسها عن الدراسة الثانوية من ذلك المحاضرات ( الدروس) والأشغال الموجهة TD والأشغال التطبيقية TP وهذه الدروس تتطلب بالأساس المواظبة والجدية حتى يرتقي الطالب ويتملك ناصية العلم . وتمثل المواظبة والجدية دافعية الطالب المتعلم، واذا كان الطلبة لهم القدرات نفسها في التعلم فان الدافعية تكون أصل ومصدر كل تميز أكاديمي ويمكن أن نجسّد ذلك بالمعادلة التالية : الانجاز الأكاديمي = الدافعية X القدرة معنى ذلك أن النجاح الجامعي وليد الاجتهاد والمثابرة والطموح والسعي الى تحقيق أحسن النتائج . المحافظة على التميز أما عن كيفية جعل التلميذ المتميز في المرحلة الثانوية يحافظ على تميزه في المرحلة الجامعية فنقول: ان التلميذ المتميز في التعليم الثانوي يمكن أن يواصل تميزه اذا أخذ صورة ايجابية عن ذاته واقتحم ميادين المعرفة بكل نشاط وحماس لأن النجاح لا يقدم في طبق من ذهب وأن السماء لا تمطر ذهبا ففي حصة الأشغال الموجهة التي يشارك فيها الطالب في تقديم العروض مثلا عليه أن ينجز العرض بكل جدية حتى يبني المعلومة بناء جيدا لأن هناك عددا من الطلبة من يستعين في « اقتناء» المعلومة من «صندوق عجب» وأعني بذلك الانترنت ثم يقدمها دون قراءة مركزة فلا يستفيد شيئا لأنه لم يبذل أي جهد . اذن عليه أن يسعى الى المعلومة أينما وجدت سواء في مدارج المحاضرات أو الوعاء الورقي أو الرقمي . اننا ننسى المعلومة التي اكتسبناها دون مجهود وترسخ في ذاكرتنا المعلومة التي سعينا الى الحصول عليها فالحياة الجامعية نشاط أو لا تكون . دور الأسرة والجامعة كما لا يمكننا أن ننكر أن نجاح الطالب وتميزه يعود الى الأسرة وللجامعة دور مميز وهام ويمكن الاشارة هنا الى دور الأسرة في الاحاطة بالطالب ومساعدته على توفير فضاء ملائم لمراجعة دروسه ان كان يقطن لديها. كما أنها تساعده على تذليل الصعوبات المالية والنفسية والاجتماعية التي تعترضه اذا كان مقيما بعيدا عنها . أما دور الجامعة بصفة عامة ودور الأستاذ الجامعي بصفة خاصة في مسألة محافظة الطالب على تميزه الدراسي خلال المرحلة الجامعة فهو مهم جدا ويتمثل في مساعدة الطالب في اكتساب الخبرات المعرفية خاصة اذا كان يستعمل الطرق التعليمية الجديدة النشيطة (مشاركة الطالب في العملية التعليمية). ويختم الأستاذ عبد الحميد الزائر بقوله :نصيحة لكل طالب وخاصة للذي يدخل الجامعة لأول مرة أن يعمل ويبادر وأن يستثمر أخطاءه «ولا يخطئ من لم يبادر» وأن يكون مرنا طموحا وذا فاعلية قادرة على التطور والانفتاح . والذات الفاعلة مصدرها الأساسي التشجيع الذاتي لأن الطالب الذي تتعلق همته بعرش المعرفة سيناله . الطالب المتميز طالب متحرك ومتفائل ومستبشر بالمستقبل وينظر الى الجوانب المشرقة من الأمور . ان زاد الطالب الاجتهاد «ومن لم يعانقه شوق الحياة يعش أبد الدهر بين الحفر» .