وأخيرا ظهر «المخبل في كبة» وهي أعمالنا الدرامية بمواضيعها التي نزلت علينا كالبرد لما تتضمنه من مشاهد تستحي العين من مشاهدتها وتخجل الأذن من سماع مضمونها، فهل يعقل أن تكون هذه الصور مستمدة من مجتمعنا؟ فهي تبقى صورا يستحي الفرد من النظر إليها أمام أفراد عائلته لتجردها من كل قيم الحياء. ما يثير جنون قلمي... هو هذا الحرص على تقديم هذه الأعمال في شهر رمضان بالذات وهو الشهر الوحيد الذي تجتمع فيه أفراد الأسرة على مائدة واحدة تغمرها سعادة «اللمة» فسرعان ما يتلاشى هذا الشعور بمجرد مشاهدتنا لهذه المسلسلات «مليحة» «كاستينغ» و«نجوم الليل» ويصيبنا الذهول من هول ما تراه من مواقف ومشاهد لا تتماشى ومجتمعنا وإن كان هذا هو واقعنا فلا بد من البحث عن حلول للحد من هذه الظواهر لا تقديمها في عمل درامي على صورة تجعله أقرب إلى «فيروسات» تصيب جهاز التحكم أي «عقول» صغارنا لتسمم أفكارهم وتخرب برامج القيم والمبادئ التي نشؤوا عليهاوتبرمجهم على جميع أنواع الفساد والفسوق. بإسم حب الارتقاء إلى أعلى مستوى سيظل قلمي يكتب مقالات ربما تكون علاجا للحالة المرضية التي يعاني منها معظم أصحاب السيناريوهات والمخرجين وتوهمهم أن هذه الأعمال التي يقدمونها هي علامة من علامات الخلق والإبداع. إن الفن ليس «عراء وقلة حياء أو لا يكون» بل هو نشاط نبيل يرتقي بأخلاق الناس وإن النجومية لا تتحقق بالخروج على قيم المجتمع الذي ننتمي إليه، بل بإتقان النشاط الفني الذي نمارسه.