بقيادة بوجلبان.. المصري البورسعيدي يتعادل مع الزمالك    قضية منتحل صفة مسؤول حكومي.. الاحتفاظ بمسؤول بمندوبية الفلاحة بالقصرين    مخاطر الاستخدام الخاطئ لسماعات الرأس والأذن    صفاقس تُكرّم إبنها الاعلامي المُتميّز إلياس الجراية    سوريا... وجهاء الطائفة الدرزية في السويداء يصدرون بيانا يرفضون فيه التقسيم أو الانفصال أو الانسلاخ    مدنين: انطلاق نشاط شركتين أهليتين في قطاع النسيج    في انتظار تقرير مصير بيتوني... الساحلي مديرا رياضيا ومستشارا فنيّا في الافريقي    عاجل/ "براكاج" لحافلة نقل مدرسي بهذه الولاية…ما القصة..؟    الاحتفاظ بمنتحل صفة مدير ديوان رئيس الحكومة في محاضر جديدة من أجل التحيل    الطبوبي في اليوم العالمي للشغالين : المفاوضات الاجتماعية حقّ ولا بدّ من الحوار    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    انهزم امام نيجيريا 0 1 : بداية متعثّرة لمنتخب الأواسط في ال«كان»    نبض الصحافة العربية والدولية... الطائفة الدرزية .. حصان طروادة الإسرائيلي لاحتلال سوريا    الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    أولا وأخيرا: أم القضايا    المسرحيون يودعون انور الشعافي    إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا    المهدية: سجن شاب سكب البنزين على والدته وهدّد بحرقها    الجلسة العامة للبنك الوطني الفلاحي: القروض الفلاحية تمثل 2ر7 بالمائة من القروض الممنوحة للحرفاء    الكورتيزول: ماذا تعرف عن هرمون التوتر؟    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    لماذا يصاب الشباب وغير المدخنين بسرطان الرئة؟    وزير الإقتصاد وكاتب الدولة البافاري للإقتصاد يستعرضان فرص تعزيز التعاون الثنائي    مصدر قضائي يكشف تفاصيل الإطاحة بمرتكب جريمة قتل الشاب عمر بمدينة أكودة    عاجل/ تفاصيل جديدة ومعطيات صادمة في قضية منتحل صفة مدير برئاسة الحكومة..هكذا تحيل على ضحاياه..    الطب الشرعي يكشف جريمة مروعة في مصر    تونس العاصمة وقفة لعدد من أنصار مسار 25 جويلية رفضا لأي تدخل أجنبي في تونس    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    بالأرقام/ ودائع حرفاء بنك تونس والامارات تسجل ارتفاعا ب33 بالمائة سنة 2024..(تقرير)    إقبال جماهيري كبير على معرض تونس الدولي للكتاب تزامنا مع عيد الشغل    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    عاجل/ مجزرة جديدة للكيان الصهيوني في غزة..وهذه حصيلة الشهداء..    الطبوبي: انطلاق المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص يوم 7 ماي    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    البطولة العربية لالعاب القوى للاكابر والكبريات : التونسية اسلام الكثيري تحرز برونزية مسابقة رمي الرمح    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تختتم مسابقات صنفي الاصاغر والصغريات بحصيلة 15 ميدالية منها 3 ذهبيات    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    عاجل/ المُقاومة اليمنية تستهدف مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أمريكية..    تونس العاصمة مسيرة للمطالبة بإطلاق سراح أحمد صواب    صادم: أسعار الأضاحي تلتهب..رئيس الغرفة الوطنية للقصابين يفجرها ويكشف..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..طقس حار..    قيس سعيد: ''عدد من باعثي الشركات الأهلية يتمّ تعطيلهم عمدا''    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    توجيه تهمة 'إساءة استخدام السلطة' لرئيس كوريا الجنوبية السابق    منذ سنة 1950: شهر مارس 2025 يصنف ثاني شهر الأشد حرارة    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات: المنتخب المغربي يحرز لقب النسخة الاولى بفوزه على نظيره التنزاني 3-2    وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر يناهز 116 عاما    منظمة الأغذية والزراعة تدعو دول شمال غرب إفريقيا إلى تعزيز المراقبة على الجراد الصحراوي    معز زغدان: أضاحي العيد متوفرة والأسعار ستكون مقبولة    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    مباراة برشلونة ضد الإنتر فى دورى أبطال أوروبا : التوقيت و القناة الناقلة    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحوار الفلسطيني: الجولة السابعة... هل تنهي الفرص الضائعة ؟
نشر في الشروق يوم 29 - 09 - 2010

عاد الحديث عن المصالحة الفلسطينية هذه الأيام إلى واجهة الأحداث وإلى صدارة المشهد الفلسطيني.. وبدا أن هذا الملف مقبل على تطورات إيجابية وربما على الحسم الوشيك بعد اللقاء الأخير الذي جرى في دمشق بين مدير المخابرات المصرية عمر سليمان ورئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل.
هذا اللّقاء أطلق زخما من التصريحات المتفائلة من الطرفين في «فتح» و«حماس» والتي بدأت تتحدث عن نهاية وشيكة للانقسام الفلسطيني رغم أن ست جولات كاملة مرّ بها ملف المصالحة منذ أكثر من أربع سنوات ولكنها لم تفلح في وضع حدّ له..
فقد مرّ قطار المصالحة الفلسطيني بمحطات عديدة من غزة والقاهرة وصنعاء والدوحة ومكّة المكرمة ولكنه لم يصل بعد إلى المحطة النهائية ولم تفض عشرات الجلسات الحوارية إلى انهاء الخلافات الكامنة بين الطرفين.. وهي خلافات بدا جليا أنه قد زاد في تعميقها الفيتو الأمريكي الاسرائيلي الذي «فرمل» بالخصوص اتفاقي مكة والدوحة وساهم في تأليب الطرفين على بعضهما البعض وعدم إعطائهما أي متنفس لاستكمال مسار المصالحة الوطنية.
من الواضح أن هذا الفيتو لا يزال ماثلا أمام قطار المصالحة ومن الواضح أيضا أن الحوار الفلسطيني لا يزال «مفخّخا» بقضايا عدة عالقة وبتعقيدات وتباعد في المواقف حول ملفات عدة يأتي في طليعتها ملف المفاوضات لكن ثمة قناعة يعبر عنها هذه المرة فرقاء القضية أنفسهم بأن هذا الموضوع بالذات لم يعد يحتمل مزيدا من التأجيل وبأن إنهاء الانقسام بات الخطوة الأولى المطلوبة في طريق ترتيب البيت الفلسطيني وإعادة الاعتبار إلى المشروع الوطني الذي تعرّض على امتداد السنوات الأخيرة إلى انتكاسات متلاحقة باتت تهدّد بتصفية القضية.. فهل ينجح الفلسطينيون إذن في دفن خلافاتهم.. ووقف مناكفاتهم.. وتدارك ما فاتهم..؟ أم تراهم يفوّتون على أنفسهم فرصة أخرى.. ويفشلون مجددا في تحقيق اختراق ينهون به مأساتهم؟
«الشروق» تفتح في هذا العدد الجديد من الملف السياسي موضوع المصالحة الفلسطينية من خلال استضافة ثلة من الشخصيات الوطنية الفلسطينية وهم السادة:
٭ رشاد أبو شاور (كاتب وناشط سياسي فلسطيني)
٭ جمال الخضري (نائب مستقل في المجلس التشريعي الفلسطيني)
٭ نبيل عمرو (قيادي في حركة «فتح»).
٭ إبراهيم علوش (محلل وكاتب فلسطيني).
رشاد أبو شاور: حوار بين طرفين مأزومين.. ومتناقضين
٭ تونس (الشروق):
وصف الأستاذ رشاد أبو شاور، الكاتب والناشط السياسي الفلسطيني في حوار مع «الشروق» عبر الهاتف من عمان جلسات المصالحة الجارية بأنها حوار بين طرفين مأزومين واستبعد السيد رشاد أبو شاور إمكانية تحقيق أي اختراق على صعيد انهاء الانقسام داعيا إلى ظهور طرف فلسطيني ثالث لانقاذ المشروع الفلسطيني.
وفي ما يلي هذا الحوار:
٭ كيف تتابع أستاذ رشاد حوار القاهرة.. وما هي انتظاراتك منه بعد أن دخل هذا الملف في سبات عميق منذ عدة شهور؟
في رأيي أن ما يجري هو حوار بين طرفين مأزومين أضاعا الطريق فالطرفان يطالبان بدولة في حدود 67 رغم أنه لم تبق هناك أرض فلسطينية لدولة في حدود 67.. هو إذن حوار بين طرف يفاوض وليس له من خيار سوى المفاوضات وطرف آخر يزاحم على السلطة ويحشر أنفه في قطاع غزة مع أنه فقد أي قدرة على اقناع الناس بأنه مازال مع المقاومة.
٭ لكن السؤال هنا ما الذي حدث حتى تندفع عجلة المصالحة هذه المرة مجددا.. هل هي الإرادة الحقيقية لطرفي الانقسام بإنهائه؟
لقد التقى ممثلو الطرفين في مكة مع مدير المخابرات المصرية عمر سليمان.. وهل يعني أنه قد نزل الايمان والتقوى فجأة عليهما..؟ ثم ما هي هذه المصالحة بين الذين اختاروا التفاوض المباشر وضياع القدس وبين الذين يقولون إنهم مع خيار المقاومة ولا يقاومون؟
... هذا لقاء انتهازي لا يدين جماعة السلطة الذين اختاروا المفاوضات لأنهم مدانون بطبعهم ولكنه يدين الذين فقدوا الطريق والبوصلة وهم «حماس».. السلطة الفلسطينية دمرت كل شيء.. وجماعة «حماس» انشغلوا بالسلطة في غزة وانشغلوا بمحاربة تدخين النساء للشيشة وحرق المقاهي ومخيمات الأطفال وبعض الأشياء البسيطة التي تمكن الناس من التنفّس.. هؤلاء يقدمون مشروعا بائسا أفقدهم أي تعاطف.. نحن الآن في مرحلة تحرّر وطني ولسنا في مرحلة فرض نظام اجتماعي متخلّف ينطلق من خطاب متخلّف.
٭ أمام خارطة المواقف هذه تجاه ملف المصالحة والبون الشاسع في مواقف الأطراف من المفاوضات.. علامَ تجري المصالحة تحديدا برأيكم؟
هذه مصالحة لا جدوى منها وإذا تصالحوا فعلامَ سيتصالحون..؟ الشعب الفلسطيني يريد اليوم أن يواجه المشروع الصهيوني الذي يندفع إلى الامام.. هذا المشروع الذي يزحف على القدس وما تبقى من الضفة الغربية.
٭ إذا كنت تشكّك في قدرة الطرفين على تحقيق المصالحة وعلى انقاذ المشروع الوطني الفلسطيني.. ما هي الخيارات الأخرى المتاحة إذن؟
المطلوب في رأيي هو ظهور طرف ثالث يندفع بالمقاومة بكافة أشكالها ويعمل على إيقاظ الجماهير وتنبيهها لما يحدث، اليوم مطلوب أيضا إعادة البعد القومي العروبي للقضية.. لا بد على الأمة أن تنهض وتهبّ إلى انقاذ القدس والأقصى من الاستيطان.. أنا اليوم نفضت يدي من أي طرف رسمي عربي اللّهم إلاّ الجماهير التي نراهن عليها لإعادة الاعتبار إلى قضيتنا.
نبيل عمرو: الحسابات و«المصالح»... تعطّل المصالحة
٭ تونس «الشروق»:
اعتبر القيادي الفتحاوي نبيل عمرو أن العودة إلى المصالحة بين «فتح» و«حماس» هي نتيجة شعور قوي بفتح ملف إنهاء الانقسام الفلسطيني من جديد بعد أن فعل هذا الانقسام فعله في الساحة الفلسطينية وضرب النظام الوطني الفلسطيني.. وقال نبيل عمرو في حديث ل«الشروق» من رام اللّه عبر الهاتف: «أعتقد أن هناك رغبة وحاجة إلى المصالحة أكثر من ذي قبل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية المنشودة ومواجهة التحديات الماثلة اليوم داخليا وخارجيا.. ومع ان القيادي الفتحاوي بدا متفائلا بأن تحسم جلسات حوار القاهرة الخلاف بين «فتح» و«حماس» هذه المرة فإنه لم يخف في المقابل قلقه وخوفه من أن تصل إلى طريق مسدودة معتبرا أن الحسابات التي تحكم الطرفين قد تجعل من تحقيق المصالحة الوطنية أمرا صعبا وتعطل لغة الحوار مجدّدا..
ورأى أن المشكلة تكمن بالأساس في حركة «حماس» التي كما قال تريد إبقاء سيطرتها على قطاع غزة وتؤكد على ضرورة أن يضع أي عمل تصالحي هذا الشرط في الاعتبار.
وأضاف أن المشكلة الأخرى أيضا أن «حماس» تريد أن تكون شريكا في الضفة الغربية وما يجري من ترتيبات هناك.. كما لفت نبيل عمرو النظر هنا إلى التناقض القائم بين «فتح» و«حماس» في ما يتعلق بالموقف من موضوع المفاوضات ورأى في هذا الصدد أن المشكلة ستتفاقم أكثر إذا ما قررت السلطة المضيّ قدما في خيار المفاوضات بعد قرار إسرائيل عدم تجميد الاستيطان مرجحا ان موضوع المفاوضات بالذات قد «يسقط» المصالحة في أي لحظة..
ودعا عمرو الطرفين الفلسطينيين إلى التزام التهدئة واتخاذ مبادرة فعّالة في ما يتعلّق بترتيب البيت الفلسطيني مؤكدا ان نجاح المصالحة لا يمكن أن يتحقّق إلاّ من خلال العمل على هذا الصعيد.. كما أشار إلى أن المراهنة على العرب لانضاج المصالحة لن تكون لها أي نتيجة إذا لم يرتّب الفلسطينيون بيتهم الداخلي أولا.
جمال الخضري: لا مناص من الاتفاق... وإن طال «الطّلاق»
٭ تونس «الشروق»:
أكد السيد جمال الخضري، النائب المستقل في المجلس التشريعي الفلسطيني في لقاء مع «الشروق» عبر الهاتف في قطاع غزّة على ضرورة أن تكون جلسات حوار القاهرة الجارية الآن «محطة نهائية» لطي صفحة الخلافات الفلسيطنية وتحقيق المصالحة الوطنية.
السيد جمال الخضري دعا الأطراف الفلسطينية المجتمعة في القاهرة إلى تحقيق اختراق حقيقي ينهي الأزمة الداخلية ويكون صمام أمان في مواجهة المخططات الصهيونية وفي ما يلي هذا الحوار:
٭ كيف ترى أستاذ جمال فرص إنجاز المصالحة هذه المرّة.. هل هناك فعلا ما يبعث على التفاؤل بحسم هذا الملف خلال جلسات الحوار المنعقدة بالقاهرة هذه الأيام؟
أعتقد أن الجميع يدرك بشكل واقعي أنه لا سبيل أمامهم سوى انهاء الانقسام الفلسطيني في مواجهة كل المخططات الاسرائيلية الرامية إلى تهويد القدس بشكل كامل وتدمير البيت الفلسطيني والتنكر لكل الحقوق الفلسطينية.. وكل هذا أصبح اليوم أمرا واقعا وظاهرا.. وهذا الوضع يجب أن يساعد على التئام الصف الفلسطيني وتوحيد الموقف لمواجهته والتصدي للحملة العدوانية الظالمة على شعبنا.. وعليه أعتقد أن استئناف اللقاءات بين «فتح» و«حماس» سيكون له أثر كبير جدا.. والكلّ ينظر اليوم بشوق ولهفة من أجل إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.
٭ لكن كيف يمكن لمثل هذه المصالحة أن تتحقق في ظل التناقض الواضح بين الطرفين حول موضوع المفاوضات مع إسرائيل.. ألا يشكل ذلك برأيكم عائقا جوهريا أمام إنهاء الانقسام القائم؟
موضوع الوحدة والمصالحة هو متقدم على كل شيء.. صحيح ان طيّ هذا الملف تأجل وتأخر كثيرا.. لكن الجميع اليوم على قناعة كما قلت بأن هذه الحالة الشاذة لا يمكن أن تستمر رغم كل شيء.. موضوع المصالحة سيكون مقدما على أشياء كثيرة في توحيد الرؤى وفي بلورة برنامج مشترك يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني، وبالتالي ليس هناك من خيار اليوم سوى استمرار الحوار الوطني لانهاء هذه الأزمة.
٭ لكن استمرار هذا الحوار مرهون بالتأكيد بأن يبادر الطرفان إلى تقديم تنازلات من أجل انضاج المصالحة.. فما هو تصورك، كنائب مستقل، لسبل «تذويب» الخلافات القائمة؟
أعتقد أن هناك رغبة حقيقية وجدية هذه المرة في انهاء القضايا العالقة والنقاط الخلافية، وقضية التفاهمات ليست قضية تنازلات وتراجعات بل إنها حاجة ضرورية ومصيرية.. وبالتأكيد الكل اليوم يدرك هذه الحقيقة.. ولم يعد لنا من خيار غير توحيد صفنا لمواجهة الوضع الكارثي والمأساوي في الضفة وغزّة والقدس.
خارطة طريق ب 5 بنود... لإنهاء الانقسام و«الجمود»: الورقة المصرية للحوار الفلسطيني
٭ تونس «الشروق»:
تقدّمت القاهرة بورقة تتضمّن رؤيتها لإنهاء الانقسام الفلسطيني وعودة الوحدة الوطنية إلى النظام السياسي الفلسطيني.. لكن هذه الورقة التي تشمل خمس نقاط والتي وافقت عليها السلطة الفلسطينية لا تزال محلّ جدل وتحفّظات من قبل حركة «حماس» وفصائل فلسطينية أخرى...
وفي ما يلي تفاصيل الورقة المصرية للمصالحة الفلسطينية:
٭ الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني:
ستجرى الانتخابات التشريعية والرئاسية وانتخابات المجلس الوطني الفلسطيني في النصف الأول من العام القادم، كما يطالب الرئيس عباس وحركة فتح بأن تكون انتخابات المجلس الوطني بالنظام النسبي الكامل وتكون انتخابات التشريعي بالنظام المختلط 25% دوائر و75% نسبي، ونسبة الحسم 2% وأن يتم تقسيم الوطن إلى 16 دائرة انتخابية، 11 في الضفة الغربية و5 في قطاع غزة، وأن يتم إجراء الانتخابات بإشراف عربي ودولي لضمان الشفافية والنزاهة.
٭ الأمن:
تشكيل لجنة أمنية عليا بمرسوم رئاسي من الرئيس محمود عباس، ويتم الاتفاق على ضباط مهنيين بالتوافق يخضعون إلى اشراف مصري وعربي، وتتولى هذه اللجنة مهمة إعادة بناء الأجهزة الأمنية على أساس مهني بمساعدة مصر وإشرافها، على أن يكون هناك ضمان وظيفي لكل الموظفين العموميين. وفور التوقيع على الاتفاق يتم البدء في استيعاب 3000 عنصر من الشرطة والدفاع المدني والأمن الوطني في قطاع غزة، ويتزايد هذا العدد تدريجيا وصولا إلى إجراء الانتخابات، على أن يضمن المصريون والعرب مستلزمات إعادة بناء الأجهزة الأمنية.
٭ المعتقلون:
فور توقيع الاتفاق يتم تحديد قوائم المعتقلين وفق الوضع الحالي وتسليم القوائم لمصر ولمؤسسات حقوقية وقانونية متفق عليها، ويقوم كل طرف بالإفراج عن المعتقلين الموجودين لديه قبل تنفيذ اتفاق المصالحة، وبعد عملية الإفراج يسلم كل طرف قائمة بالأسماء التي يتعذر الإفراج عنها.
٭ اللجنة الخاصة بتنفيذ الاتفاق:
تتولى هذه اللجنة المساعدة في تنفيذ الاتفاق وتنسيق المهام والتعامل مع الجهات المعنية المختلفة لتهيئة الأجواء للانتخابات وإجراء المصالحات الوطنية والتحضير والبدء بإعادة إعمار غزة.
٭ الحكومة:
تتضمن الورقة اقتراحا بتشكيل لجنة مشتركة تشرف على تصريف الشؤون الحكومية في الضفة والقطاع بحيث لا يؤدي ذلك إلى تكريس الانقسام.
المحلّل السياسي الفلسطيني د. إبراهيم علّوش: مناورة ل «إلهاء» حماس عن المفاوضات
٭ تونس «الشروق» حوار أمين بن مسعود:
اعتبر المحلل السياسي الفلسطيني إبراهيم علّوش ان «لقاء دمشق» الذي انعقد بحر الأسبوع المنصرم بين قيادات فتحاوية وحمساوية، هو خطأ تكتيكي فادح من حركة المقاومة الإسلامية.
واعتبر في حوار مع «الشروق» أن التفاهمات التي رشحت عن «اجتماع عزام الأحمد خالد مشعل» توحي بأن الخلاف لم يعد خلافا بين نهجين سياسيين مختلفين وخطين متباينين بل بات يدور على السلطة والنفوذ حسب رأيه.
وقال علوش في معرض حديثه عن اللقاء: «هو خطأ فادح من «حماس» لأنه عقد في وقت وافق فيه وشرع خلاله رئيس السلطة الفلسطينية في المفاوضات المباشرة مع الكيان الصهيوني وبالتالي فإن «فتح» ألهت «حماس» سياسيا بهذا اللّقاء.
وأضاف أن توقيته السياسي يوجه ضربة لحركة المقاومة الإسلامية باعتبار أنه يوحي بأن «حماس» موافقة بصفة غير مباشرة على المفاوضات المباشرة.
كارثة سياسية
واستنادا إلى تقارير إعلامية وصحفية رشحت عن «لقاء دمشق» أشار المحلل الفلسطيني إلى أنه ما عدا الأمن فليست هناك أية مشكلة تحول دون توقيع ورقة المصالحة المصرية إذا ألحقت بها ورقة تفاهمات تفسيرية لتلك البنود الأربعة.
ورأى علوش ان «الكارثة» تتمثل في ان البنود الأربعة لا تتناول أيا من موضوعات الخط السياسي والمفاوضات المباشرة والمقاومة بل إنها كلها تتعلّق بقضايا إجرائية بحتة من قبيل (الانتخابات، السلطة في غزة).
وتابع ان مثل هذا الواقع يؤذي «حماس» لأنه يقدمها كمن يصارع على النفوذ والسلطة وليس كمن يدافع عن المقاومة والكفاح المسلح.
وتوقع ضياع قضية الخطّ السياسي والمرجعية الفلسطنية في زحمة الصراع على تفاصيل سياسية صغيرة مقارنة بالمصلحة الشعبية والوطنية العامة في حال تم تنفيذ بنود الورقة المصرية. وشدّد على أن ما جرى «كارثة» تفرض على «حماس» التدارك قبل فوات الأوان مؤكدا أن هذا الطرح يتوافق حوله عدد كبير من المثقفين الفلسطينيين.
«حماس» في وجه «الأضواء»
وفي حديثه عن الورقة المصرية المقترحة للمصالحة الفلسطينية اعتبر علوش أنها تؤدي إلى استيعاب «حماس» في الإطار السياسي للسلطة وبالتالي تفرض عليها التزامات تفضي بالضرورة إلى اضعاف المقاومة وتقليم أظافرها إلى الحد الأدنى.
وأبرز ان «حماس» وخلال العامين الماضيين، أي منذ خطاب خالد مشعل في دمشق، بدأت تطرح علنا مشروع الدويلة الفلسطينية على حدود 1967.. وهو ما أكده إسماعيل هنية أيضا، الأمر الذي يؤكد صيرورة الدخول في الانتخابات والسلطة في ظل الاحتلال ليست نزهة بل لها تبعات وأثمان لا بدّ من دفعها وأن الحدّ الفاصل كامن في الاعتراف بشروط الرباعية الدولية الثلاثة (الاعتراف بالكيان الصهيوني والاتفاقيات الموقعة معه، ونبذ الكفاح المسلح).
واعتبر علوش ان «جرجرة» حماس للورقة المصرية تهدف إلى وضع قدميها في آلية سياسية تفرض عليها أمرين إما القبول بالشروط الدولية أو الخروج منها، مشيرا إلى أن «لعبة الاحتواء» أخطر من الحصار ذلك أن الاحتواء بدفئه الظاهر قد يكون جذّابا لمن عاش ويلات الحصار والقصف والدمار واحتمالات تجدد العدوان الصهيوني في أية لحظة.
كما نفى علوش وجود «أزمة» في المشهد السياسي الفلسطيني، موضحا ان الخلاف بين أتباع التيار المقاوم وأنصار التيار المساوم طبيعي جدا وهو الوضع الأصلي وان العكس هو الذي يؤدي إلى خلط الأوراق وتفكيك حركة التحول.
7 نقاط خلافية.. تخيّم على المصالحة الوطنية
٭ تونس «الشروق»:
لا تزال سبع نقاط خلافية بين «فتح» و«حماس» تخيم على جلسات حوار القاهرة الذي ورغم الاختراق الذي حققته الفصائل الفلسطينية خلال الجولات الست الماضية فإن الاتفاق الذي يقول الطرفان إنه أصبح وشيكا مازال يحتاج إلى حلحلة بعض المسائل ومواجهة بعض الصعوبات خاصة في ما يتعلق بتشكيل الحكومة والانتخابات الرئاسية والتشريعية.. وفي ما يلي عرض لأهم نقاط الخلاف بين الجانبين:
٭ الحكومة:
فتح: تقترح حكومة من مستقلين وتكنوقراط، على أن تعلن هذه الحكومة «التزامها» بالاتفاقات التي وقعتها منظمة التحرير (والتي تعني الاعتراف بإسرائيل).
حماس: تقترح حكومة فصائلية، على أن تعلن الحكومة الجديدة «احترامها» للاتفاقيات فقط، وتتمسك برفض الاعتراف بإسرائيل.
بعض الفصائل: طرحت حلاّ وسطا بأن تضم الحكومة ممثلين للفصائل وتكنوقراط معا.
٭ رئيس الحكومة:
فتح: تصر على أن يكون رئيس الحكومة وجها مقبولا دوليا، ولا ينتمي لفصيل بعينه.
حماس: تريد أن يكون لها حق تسمية رئيس الحكومة، مستندة إلى أنها تمثل الأغلبية في المجلس التشريعي، ولا تشترط أن يكون منتميا إليها.
٭ الوزارات السيادية:
فتح: تتمسك بألا تشغل حماس حقائب وزارية سيادية، خصوصا الداخلية، والأشغال، والمالية، والوزارتان الأخيرتان ستكونان معنيتين بتنفيذ مشاريع إعادة إعمار غزة، وتلقي الأموال اللازمة لها.
حماس: تطالب بحقائب وزارية رئيسية.
٭ الانتخابات التشريعية والرئاسية:
فتح: ترغب في أن تكون الانتخابات التشريعية والرئاسية متزامنة.
حماس: تريد أن تجري الانتخابات وفق القانون الأساسي للسلطة، مما يعني أن تجري الانتخابات الرئاسية قبل التشريعية؛ لكون آخر انتخابات رئاسية أجريت في 2005، وتشريعية في 2006، وولاية كلا من المجلس التشريعي ورئيس السلطة أربع سنوات.
٭ إدارة الانتخابات:
فتح: القانون الأساسي للسلطة الفلسطينية يمنح السلطة حق الإشراف على الانتخابات.
حماس: تشكيل لجنة عليا من الفصائل لإدارة شؤون الانتخابات لضمان نزاهتها.
بعض الفصائل: اقتراح وسط (لقي قبولا) بأن يصدر مرسوم من رئاسة السلطة بتشكيل لجنة تضم ممثلين عن الفصائل.
٭ المعتقلون السياسيون:
فتح: ترى أن ورقة المعتقلين تشكل ضمانة لها تمنع احتمال قيام حماس بانقلاب عليها في الضفة، وتعتزم الإفراج عنهم في حال التوصل لاتفاق شامل للمصالحة.
حماس: تصر على الإفراج عن كل معتقلي الضفة، لا الإفراج عن مجموعة، واعتقال مجموعة أخرى في المقابل، وهو ما تصفه بسياسة «الاعتقال الدوار».
٭ منظمة التحرير:
حماس: تريد تشكيل لجنة عليا لإدارة شؤون المنظمة تكون ممثلة بها لحين إجراء انتخابات لتشكيل مجلس وطني جديد (برلمان المنظمة)؛ ليتولى بنفسه عملية إصلاح المنظمة.
فتح: ترى أن هذه اللجنة ستكون بمثابة بديل للمنظمة، وتقترح تشكيل لجنة من الأمناء العامين الحاليين بالمنظمة لحين إجراء انتخابات المجلس الوطني.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.